منحت لجنة التحكيم جائزة ArabLit Story”” لعام 2021 للكاتب السوري المعارض “مصطفى موسى تاج الدين”، لقصته المترجمة ” كم هم لطفاء”، التي كتبها تحت القصف.
نشر الكاتب السوري “تاج الدين” على حسابه الشخصي فيسبوك أمس 15 من تشرين الأول، عن فوزه بالجائزة الدولية للقصص المترجمة التي وصفت ترجمتها بـ” ترجمة جديدة ومثيرة للقلق” لـ ” حكاية مقنعة ومؤثرة ومؤرقة”، حيث وصلت قصته للقائمة من بين عشرات القصص منتصف الشهر الماضي.
آراء اللجنة في القصة
وقالت عضوة لجنة التحكيم ناديا غانم أن القصة هي نزول ممتع ومقلق للغاية إلى بطن الجحيم، وإحدى أكثر القصص القصيرة التي لا تنسى عن الجنون مقابل العقل، والتي لم أقرأ مثلها منذ وقت طويل.”، أنا ممتنة للغاية للمترجمتين ميساء طنجور وأليس هولتم لأنهما أدخلتاني إلى عالم مصطفى تاج الدين الموسى.”
فيما وصفت عضوة لجنة التحكيم ليلى العمار القصة أنها حكاية مقنعة ومخيفة تظل الترجمة البارعة وفية للصوت الأصلي مع جمل قصيرة وحادة غالبا ما تنتهي في مكان ما غير متوقع، وأضافت أن النجاح في الجمع بين السريالية والكوميديا السوداء معا في خلق تأثير تقشعر له الأبدان.
وأشادت عضوة لجنة التحكيم ليري برايس بالقصة ووصفتها بالتحفة الفنية والمتقنة من السرد القصصي، وتبعث فيك شعورا أن الأرض الصلبة تتزعزع تحت قدميك.
القصة من تحت القصف
القصة كتبها الموسى في حزيران 2013 وترجمت لعدة لغات عالمية، ونالت الجائزة منذ انطلاقها لأول مرة عام 2018 لكاتب سوري. وقال الموسى أن هذه القصة كتبها تحت القصف مع غيرها، ووصف أن تلك القصص هي الأفضل بالنسبة له من تلك التي كتبها بدول اللجوء بعد الهدوء.
والد المصطفى الكاتب
مصطفى تاج الدين الموسى قاص وكاتب مسرحي سوري ولد بدمشق، له عدة مجموعات قصصية وشعرية، منها ” ساعدونا على التخلص من الشعراء”، و ” الخادمة وعائلة الشعراء”.
والده تاج الدين الموسى دليل المعارضة في إدلب
مصطفى هو ابن القاص تاج الدين الموسى الذي فاز بجائزة سعاد الصباح عام 1992 عن مجموعته ” مسائل تافهة” ، ثم اتبع الساحة الأدبية برباعية “الشتيمة الأخيرة” و”حارة غريبة و”سباق مقلوب” و “الخائب”. يعد تاج الدين أحد أعمدة الثقافة في إدلب. وينحدر من إدلب وكان دليل المعارضة للنظام آنذاك، وتوفي عام 2012، وشارك بالثورة السورية.
الأدب الساخر السوري
يحمل الأدب الساخر طبيعة شعبية لأنه يعبر عن الوجدان العميق للجماهير ويظهر همومه وآلامه بطريقة مضحكة مبكية. كما أنه لا ينمو كثيرا في البلدان التي تتمتع برفاه اقتصادي وسياسي ويسوده العدل واحترام حريات الناس، فلا يقدم بيئة للكاتب فيها مجال للتهكم أو السخرية.
لكنه ينمو كثيرا في الدول النامية الصغيرة التي تعاني كوارث اجتماعية وسياسية واقتصادية، تجعل من الفن الساخر نافذة لطرح هموم الجماهير والتنفيس عن معاناتهم بطريقة تضحك وتبكي في آن واحد.
أهم رواد الأدب الساخر
وكان من رواد هذا النوع من الأدب الكاتب السوري والشاعر محمد الماغوط المنحدر من السلمية، توفي بدمشق، تعرض للاعتقال بعد اتهام حزب القومي السوري باغتيال عدنان المالكي الذي انضم له الماغوط مسبقا، هربا من البرد وبحثا عن أقرب مكتب فيه مدفأة، كما قال هو!!
من الجمل الشهيرة التي يتداولها السوريون ” عندما كانت المخابرات السورية تلاحق محمد الماغوط لتلقي القبض عليه، كان مختبئًا في السقيفة، وكان دريد لحام شريكه في الأعمال المسرحية الشهيرة يبني قصره الجديد في منطقة يعفور”. من أشهر أعماله” سأخون وطني”، و ” كاسك ياوطن” التي قال توفيق الحكيم أنه حضرها حافظ الأسد وطلب لقاء الماغوط الجالس بعيدا عنه، لكنه بقي مكانه، ما اضطر حافظ للذهاب إليه معتذرا عن التقصير، ليرد عليه الماغوط بسخرية” انشالله نشالله”!
أشهر أدباء السخرية في الثورة
ومن الأدب الساخر الذي ينتشر خلال الثورة ما يكتبه الكاتب خطيب بدلة، المنحدر من معرتمصرين في إدلب، وله عدة أعمال منها “حكايات سورية لها علاقة بالاستبداد”، و” قصص وحكايات وطرائف من عصر الديكتاتورية في سوريا”، و “السوريون منبطحا”.
وينشط الدكتور السوري المعارض إياس غالب الرشيد في هذا النوع من الأدب، وهو أستاذ جامعي مقيم في تركيا، تخرج من كلية الآداب في دمشق، من أشهر أعماله” عضة خرطوش”.
يهتم الكتاب السوريون اللاجئون في كتابة الروايات التي تتحدث عن واقع اللجوء والاغتراب، من بينهم الكاتب السوري طالب إبراهيم، لاجئ سوري مقيم في هولندا، كتب روايته ” لاجئ من أربيل إلى أمستردام”، عالج فيها حياة اللاجئين اليومية في المخيمات.
كما رشح اللاجئ السوري حمود العبود المقيم في النمسا والمنحدر من دير الزور للقائمة القصيرة للنسخة التاسعة للجائزة العالمية للأدب، عن أفضل نص مترجم للغة الألمانية عن كتابه ” الموت يصنع كعكة عيد الميلاد”، وهي الثالثة التي يصل كاتب عربي إليها.
تقرير خبري/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع