يمكن أن يكون لوجود الأسنان على عيون الكائنات التي تسبح باستمرار وتحتاج لمقاومة التآكل بطريقة أو بأخرى ميزة مهمة، هذا ما اكتشفه فريق من الباحثين اليابانيين والأميركيين بعد أن أثبتوا أن عيون أسماك قرش الحوت مغطاة بنوع من الأسنان الدقيقة!
وفي دراستهم المنشورة بدورية “بلوس وان” (Plos One) يوم 29 يونيو/حزيران الماضي، أفاد الباحثون بأن هذه الأسنان الدقيقة تحمي القروش من الحطام العشوائي العائم في المحيط، وأكدوا أن الإبصار لدى هذه القروش أكثر حدة.
وقدمت دراستهم معلومات جديدة عن القدرة البصرية لسمك قرش الحوت، لأنه كان من الشائع لدى العلماء قبل هذه الدراسة، أن اعتماد قرش الحوت على الرؤية قليل مقارنة بالحواس الأخرى مثل الشم.
معاينة(يُفتح في علامة تبويب جديدة)قرش الحوت
قرش الحوت أو القرش الحوتي (Rhincodon typus)، هو أكبر أنواع أسماك القرش، ويوجد في جميع البحار المفتوحة الاستوائية الدافئة والمعتدلة، ويصل عمره إلى حوالي 70 عاما، ويوجد أكبر تجمع له في العالم في المكسيك وثاني أكبر تجمع له في قطر.
القرش الحوت لديه فم واسع قد يصل إلى 1.5 متر، فيه ما بين 300 إلى 350 صف من الأسنان الصغيرة، وله 5 أزواج كبيرة من الخياشيم، وزوج واحد من الزعانف الظهرية والصدرية، وله عينان صغيرتان في جانبي جهتي الجبهة العريضة، وتوجد خلفهما الفتحات التنفسية.
ظهر هذا النوع من القروش قبل حوالي 60 مليون سنة مضت، وعلى الرغم من ضخامة حجمه، فإنه يتغذى أساسا على العوالق والنباتات الميكروسكوبية والحيوانات والأسماك الصغيرة.
قشور سنية
وأجرى الباحثون مسحا مقطعيا لمقلة عين سمكة قرش حوت محفوظة في الفورمالين، بالإضافة إلى تصوير عيون سمكتين حيتين -من أسماك القرش في حوض أسماك أوكيناوا شوراومي في اليابان- بالموجات فوق الصوتية.
ووجد الباحثون أن هناك حوالي 2900 صف من صفوف “القشور السنية” أو “الحُصَيات السنية” (Denticles) تحيط بالقزحية، وتشبه في تركيبها الأسنان البشرية.
ظهر هذا النوع من القروش قبل حوالي 60 مليون سنة مضت، وعلى الرغم من ضخامة حجمه، فإنه يتغذى أساسا على العوالق والنباتات الميكروسكوبية والحيوانات والأسماك الصغيرة.
قشور سنية
وأجرى الباحثون مسحا مقطعيا لمقلة عين سمكة قرش حوت محفوظة في الفورمالين، بالإضافة إلى تصوير عيون سمكتين حيتين -من أسماك القرش في حوض أسماك أوكيناوا شوراومي في اليابان- بالموجات فوق الصوتية.
ووجد الباحثون أن هناك حوالي 2900 صف من صفوف “القشور السنية” أو “الحُصَيات السنية” (Denticles) تحيط بالقزحية، وتشبه في تركيبها الأسنان البشرية.
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على قشور سنية تغطي مقلة عين أي كائن حي. وبدراسة حركتها، تبين أنها لا تسبب أي مشكلة لسمكة القرش عند سحب عينيها إلى محجريهما.
ومن المعروف أن مقل العيون عرضة لجميع أنواع المخاطر، ولهذا فلدى العديد من الحيوانات جفن ثان واضح، مثل الضفادع والسحالي وأنواع أخرى من الأسماك، يستخدم لحمايتها من مثل هذه المخاطر.
أهمية الرؤية
وكتب الباحثون في دراستهم الجديدة التي تصف الاكتشاف أن “مقل العيون تواجه خطرا محتملا بحدوث ضرر من المخاطر الميكانيكية والكيميائية والبيولوجية”.
وقد شكل اكتشاف القشور السنية التي تحيط بقزحية العيون الصغيرة نسبيا (قُطر العين أقل من 1٪ من الطول الإجمالي لأسماك قرش الحوت) مفاجأة للجميع، ولهذا قام الباحثون بوصف الآليات التي تستخدمها أسماك القرش لسحب مقلة العين إلى داخل تجويف العين.
وعلى الرغم من الاعتقاد الراسخ بأن أسماك القرش لا تحتاج إلى استخدام حاسة البصر كثيرا، نظرا لأن عيونها صغيرة مقارنة ببقية أجسامها، فإن الفريق نفى في دراسته هذا بقوله “يبدو أن هذه السمات الواقية للغاية لعين سمكة قرش الحوت تؤكد على أهمية الرؤية لإدراك البيئة”.
نقلا عن الجزيرة