التفكير السائد لدى معظم الشعوب والمؤسسات الاعلامية وأجهزة صناعة القرار في أمريكا وأوروبا تكاد تنحصر في التصور الآتي لسورية.
الغرب:
بشار الأسد باق على رأس السلطة ولا توجد أية نية حقيقية لا قصائه وإيجاد بديل له، في السنوات القليلة المقبلة على أقل تقدير.
العمل على تثبيت وقف إطلاق النار ضمن الحدود الحالية وإجراء تغييرات بسيطة من أجل تثبيت الحدود المقبلة، ما يعني عملياً تقسيم سوريا.. إذ يعتقد الغرب عموما أن جميع الأطراف المتنازعة من غير المقبول أن تحصل على أكثر مما حصلت عليه، مع طمع جميع المتصارعين بإنهاء الآخر أو الحصول على المزيد من المكتسبات.. وبناءً عليه فإن المفاوضات ستطول لسنوات مقبلة، مع إمكانية المحافظة على الاستقرار بشكل عملي من خلال التقسيم.
فالهاجس الأكبر لدى الغرب هو “بعبع الإرهاب الاسلامي” المتمثل بتنظيم الدولة والمنظمات الإسلامية التي تحمل فكر الجهاد.
الروس:
سيحاولون الاحتفاظ بالأسد لأقصى مدة ممكنة؛ لأنهم يرونه خير منه يمكن أن يحقق مصالحهم من خلاله. وسيكون هناك صراع نفوذ مع الإيرانيين، ولن يظهر الى العلن لحساسية المصالح بينهما، وسيتقاسمون مع الإيرانيين السيطرة على دمشق، ويحاولون ضمان موقف سلمي من قبل قوى المعارضة المحيطة بدمشق عبر عمليات سياسية تفاوضية وضغوط عسكرية مختلفة، أو حتى إنهاء وجود المعارضة على أطراف دمشق بشكل كامل عندما تكون الفرصة مهيأة لهم.
الروس من خلال قواعدهم في الساحل سيعززون سيطرتهم على البحر المتوسط؛ لأنه البعد الاستراتيجي الأهم لوجود نفوذ لهم على المياه الدافئة، وسيعملون على إنهاء وجود المعارضة في كل من حماة وحمص وريفيهما بضوء أخضر أمريكي.
وسيتبادل الروس والأمريكان الأدوار في دعم الأكراد لاستخدامهم كمكسر عصا وورقة ابتزاز وضغط على الأتراك بشكل أساسي وعلى غيرهم .
الإيرانيون:
يتقاسمون النفوذ في دمشق مع الروس ويضمنون تواصلهم مع حزب الله وسيحاولون وصل لبنان مع دمشق وحمص الى العراق وبذلك تكون الطريق كعبدة بين طهران والمتوسط بدوره، إضافة إلى الرغبة بالسيطرة على الأماكن الدينية، ثم الانقضاض في المستقبل الى أهداف جديدة.
الإسرائيليون:
ما يهتم به الاسرائيليون هو تأمين منطقة عازلة تحفظ لهم الأمن والاستقرار وتنهي أي حلم للسوريين بالتفكير في استعادة الجولان والتقسيم الحاصل للأرض السورية وانهاك الدويلات الناشئة هو المطلوب بذاته، وهذا أقصى ما يحلمون به في ظل توافق روسي إسرائيلي أمريكي يضمن لهم ما يريدون.
الأتراك:
يحاول الأتراك جاهدين إقامة منطقة عازلة لمنع قيام دولة كردية في الشمال السوري ووجود منفذ بري يصل الى حلب ومن ثم الى الداخل العربي وصولا الى الخليج ووضع حد لمسألة اللاجئين، تم الوصول الى تفاهم في الفترة الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي أرضى الأتراك نوعاً ما.
الأمريكان:
المهم لديهم محاصرة تنظيم الدولة والقضاء على التيارات الجهادية أو تقليم أظافرها،
ورضى الحليف الاسرائيلي، وغير ذلك ليس من ضمن أولوياتهم، حتى الانتخابات الأمريكية المقبلة على أقل تقدير.
المملكة العربية السعودية:
اللاعب العربي الأبرز في اللعبة السورية أقصى ما يمكن القيام بفعله محاولة إسقاط الأسد، وهو أمر بات من الواضح أنه أصبح صعبا بظل الرفض الأمريكي لهذا الطلب، وسيبقى لهم هامش الدعم المحدود للمعارضة لتغيير ما على الأرض مع غياب عربي واضح عن الساحة تماما.
المعارضة المشتتة:
متصارعة.. ليس لديها مشروع حقيقي لبناء دولة، وهي تفتقر لأبسط مقومات الوحدة وخطاب الآخرين، عداك عن إقناعهم، فهي تدور في فلك أمراء الحرب والعصابات قبل إسقاط الأسد فما هو الحال بعد اسقاطه .
وبكل الأحوال المعركة طويلة ولا أحد يملك تصورا كاملا لما ستؤول إليه الأحداث مستقبلا؛ لكثرة اللاعبين وتضارب المصالح واختلاف التوجهات والأفكار.
والمواطن الغربي:
هو في منأى عن كل ما يحدث طالما أن الأحداث والقذائف والصواريخ لا تتعدى الأرض السورية.
المركز الصحفي السوري – وضاح حاج يوسف