حذر السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة الرئيس القادم دونالد ترامب من الانخراط في الأعمال العسكرية بسوريا، في حين قدم السفير الحالي تهديدات فارغة حول تحقيق “العدالة” في سوريا فيما يتعلق بإراقة الدماء.
ينبغي على ترامب أن يتجاهل كلا الرأيين وفق مقترح النائبة عن هاواي تولسي جابارد، وبدلاً من ذلك، عليه العمل على إنهاء معاناة المدنيين في سوريا، وأن يساعد في تشكيل مستقبل سوريا بعد الحرب. إذ تؤثر الحرب الأهلية في سوريا كثيراً على المصالح الأميركية، مما لا يسمح لنا أن نبقى مكتوفي الأيدي، وفق مقال لمحرر New York Post بيني آفني.
وجابارد هي إحدى المحاربات القدامى في حرب العراق، والمرشحة بقوة لشغل منصب بالأمم المتحدة.
والتقت النائبة الديمقراطية تولسي جابارد، المحسوبة على كل من التقدميين وعلى ستيف بانون كبير مستشاري دونالد ترامب، بالرئيس القادم الاثنين 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تطالبه بأن يترك الدكتاتور السوري وشأنه. مدافعة بذلك عن بشار الأسد.
ذاع صيت النائبة الديمقراطية تولسي جابارد بين دوائر التقدميين، بما يجعل اجتماعها بالرئيس القادم دونالد ترامب استثنائياً وفريداً من نوعه من الوهلة الأولى، وفق ما ذكر موقع الدايلي ميل.
وتدافع عضوة الكونغرس عن هاواي أيضاً عن مواقف الدكتاتور السوري بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تتفق مع السياسة الخارجية للإدارة الأميركية القادمة.
لهذا تريد بقاء الأسد وترفض حظر الطيران
مع ذلك، فقد أدرجت أيضاً اعتذاراً يبرهن على ولائها للأسد، مشيرة إلى ضرورة ألا تواجه الولايات المتحدة روسيا، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى نشوب نزاع وأشارت إلى وجوب بقاء الأسد في سدة الحكم واعتبرت أن أي محاولات لخلعه تعتبر “غير قانونية”.
وقالت جابارد “حدثته عن مخاوفي بشأن تصعيد الحرب في سوريا، حيث أن تنفيذ منطقة حظر الطيران المزعوم سوف يكون كارثياً على الشعب السوري وعلى بلادنا والعالم أجمع. ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من الضحايا والجرحى وإلى تفاقم أزمة اللاجئين ودعم تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة ويضعنا في مواجهة مباشرة مع روسيا بما قد يؤدي إلى اندلاع حرب نووية”.
القوة العظمى تجاهلت سوريا بأحلك أوقاتها
يضيف محرر New York Post في مقاله إن شعوب الشرق الأوسط تمتلك ذاكرة تدوم أطول بكثير من ساسة الغرب الذين يعتمدون على تويتر، و لن ينسوا بسهولة أن أميركا، التي كانت القوة العظمى الوحيدة في العالم، تجاهلت سوريا في أحلك أوقاتها.
من أين جاء الخطأ؟
من أين جاء الخطأ؟ للمبتدئين، يمكنهم إعادة صياغة جملة الممثل والكاتب والمخرج الأميركي وودي آلان، فنقول إن 90% من نجاح السياسات الخارجية هو الاستعراض. لكننا لم نفعل ذلك في سوريا.
كما أن التوعد بتقديم جنرالات سوريا الذين قصفوا حلب (حيث تم حصار أكثر من مليون شخص وسط معاناة من نقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية وغياب المأوى) إلى العدالة، لن يحسن الأمر، ولا حتى من بعيد.
خالف أوباما تهديده
ويرى المحرر أن الاستعراض بات صعباً بعد 2013- عندما خالف أوباما تهديده بكون سوريا “خطاً أحمر”- إذ امتلأ الفراغ في سوريا بهذه اللحظة بآخرين. كان أكثرهم وضوحاً روسيا و إيران. في غضون ذلك، أرادت أميركا الخروج من الهامش للعب أي دور كبير، ينبغي على المخططين العسكريين معرفة مكان القوات الإرهابية المتناحرة، وداعميها الأثرياء بالمنطقة.
على أي حال، يجب أن تبدأ من مكان ما. ماذا عن محو معاناة المدنيين، بدلاً من اختيار أحد أطراف هذه المعركة؟ فالأمر يتجاوز كونه مجرد عمل خيري ونبيل، وهذا الخيار سوف يعزز مصالح أميركا في المنطقة.
منطقة آمنة
وجدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء تأكيده على أن تركيا ستقيم “منطقة آمنة في سوريا ولن يستطيع أحد منعنا”.
وفرضت قوات سورية مدعومة من تركيا حصاراً من جهة الغرب على مدينة الباب السورية الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش وقالت إنها تعتزم التوجه إلى مدينة منبج.
وتريد تركيا خلق منطقة آمنة شمال سوريا، عن طريق عمل تغطية جوية من القوات الأمريكية، لكن الحقيقة تقول إن روسيا لها السيادة الجوية في معظم المناطق السورية الآن؛ مما قد يؤدي إلى صراع روسي أميركي في حال تدخلت الطائرات الأميركية.
ترك الدماء تراق لا يجب أن يكون سياستنا
في الحملة الانتخابية لترامب، وفقا لمقال المحرر كانت الأحداث المرتبطة بترامب تسير على ألحان وكلمات أغاني فريق رولينغ ستونز الكلاسيكية، والتي تقول “المرء لا يدرك كل ما يتمناه” من البوم “فلتراق الدماء”. لكن ترك الدماء تراق، لا يجب أن يكون سياستنا في التعامل مع الوضع السوري؛ لأنه في نهاية المطاف ستجتذبنا حبال الحرب، وسيحدث ذلك عندما تكون التكلفة أكبر.
لذا، نعم ، ليس الانخراط في الوضع السوري هو ما نريده، و لكن إذا حاولنا، ربما نجد أننا سنحصل على ما نريد.
سحق حلب قبل تنصيب ترامب
يخشى مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا من احتمال أن يشن الرئيس السوري هجوما جديدا لسحق شرق حلب قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 من يناير كانون الثاني.
ولم يوضح دي ميستورا في تصريحه الثلاثاء 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2016سبب اعتقاده بأن الأسد قد يقدم على مثل هذه الخطوة. لكن دبلوماسيين أوروبيين قالوا إن الأسد قد يشجعه تعهد ترامب بتعزيز العلاقات مع روسيا وأن من المستبعد أن ترد الحكومة الأمريكية الحالية مع قرب نهاية ولايتها.
وانضم دي ميستورا إلى وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الدعوة إلى التوقف عن قصف المدنيين في سوريا وإلى حل سياسي للصراع.
وقال إن تحركات الحكومة السورية لتصعيد الصراع العسكري قد يكون لها عواقب مأساوية على 275 ألف مدني لا يزالون في الجزء الشرقي من حلب وقارن ذلك بحصار القوات الصربية لمدينة فوكوفار الكرواتية على مدى 87 يوما في عام 1991.
وقال دي ميستورا لمجموعة من المشرعين الديمقراطيين الاشتراكيين “أشعر بقلق بالغ بشأن ما يمكن أن يحدث قبل 20 يناير.”
وأضاف “نحن قلقون للغاية (من احتمال إطباق الأسد)… بشكل وحشي وعدواني على ما بقي من شرق حلب. قد يكون ذلك مأساويا. قد يصبح فوكوفار جديدة.”.
المصدر: هافينغتون بوست عربي