أطلق فريق تطوعي مؤلف من عدة نساء سوريات سموا أنفسهم ( سوريون عبر الحدود )، حملة جديدة لتوزيع الحطب و ملابس الشتاء على أطفال مخيمات اللجوء في الأردن تحت اسم ( رجعت الشتوية ).
و لعل الهدف الرئيسي من انطلاق تلك الحملة هو إدخال البسمة لقلوب الأطفال و غرس الدفء داخلهم، فهم يعيشون في مخيمات عشوائية خالية من شتى أنواع الدفء و سبل الحياة خاصةً وأن فصل الشتاء ببرده القارس بات على الأبواب.
و في حديث لسامرة زيتون و هي إحدى المتطوعات في الحملة لـ ” عربي 21 ” قالت : ” دخلنا إلى هذه المخيمات و بأيدينا البالونات الملونة و الحلوى للأطفال، و بعد ذلك انقسمنا إلى قسمين، قسم لتوزيع الحطب من أجل التدفئة، و قسم آخر لتوزيع الملابس و الأحذية الشتوية. ”
قامت حملة رجعت الشتوية بتغطية ثلاثة مخيمات عشوائية في منطقة المفرق في المملكة الأردنية، و تمكّنت المتطوعات من توزيع القرطاسية لأكثر من ثلاثين طفلاً في إحدى المخيمات الثلاث، و تم إعادة تأهيل مدرسة كانت عبارة عن خيمة مرقّعة.
جاءت حملة رجعت الشتوية بعد عدة حملات قام بها عدد من المتطوعين طيلة العام كحملة إفطار صائم و حملة توادوا تراحموا و غيرها من الحملات و الدورات التعليمية، جلّ هدفها كان غرس السعادة و الفرح في نفوس اللاجئين علّهم ينسون مرارة اللجوء و النزوح الذين يعانون منه.
أما في القارة العجوز و التي قصدها عدد كبير من السوريين بغية الابتعاد عن الحرب الدائرة في بلدهم، ظهرت حملة أخرى و لكن من نوع مغاير، إذ تقدّم حزب الشعب الدنماركي باقتراح للبرلمان قد أثار الجدل، يقضي ذلك الاقتراح بمصادرة أموال اللاجئين و مقتنياتهم الثمينة علّهم يحدّون من تدفق اللاجئين إلى بلادهم.
و في لقاء مع وكالة ” فرنس بريس ” صرّح ” مارتن هنريكسن ” أحد أعضاء الحزب الشعبي قائلاً : ” طلبنا ذو أهمية كبيرة، فنحن نطالب اللاجئين أنهم إذا أرادوا المجيء إلى أوروبا، فعليهم البقاء بعيداً عن الدنمارك لأننا نواجه مشاكل كثيرة مع المهاجرين و لا نريد مزيداً منهم في الدنمارك ” .
و بموجب ذلك القرار، ستتم مصادرة مقتنيات اللاجئين الثمينة التي تزيد قيمتها عن 400 يورو، باستثناء الهواتف الخليوية النقّالة و خواتم الزواج، و الهدف الأول من هذا الاقتراح هو المساهمة في تسديد كلفة معيشة اللاجئين في البلاد و استفادتهم من نظام الرعاية الاجتماعية.
واجه ذلك الاقتراح اعتراضات كبيرة و خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فأطلق بعض من الشباب هاشتاغ بعنوان #لا_لمصادرة_أموال_اللاجئين استجاب إليها ما يقارب الـ 14 ألف شخص.
و لعل أهم أسباب اقتراح الدنماركيين هو خوفهم من أن يصل إليها اللاجئين بشكل كبير كما حدث في جارتها السويد و الذي تقدم فيها ما يقارب الـ 150 ألف شخص بطلبات لجوء حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني من العام الحالي.
بين بلاد عربية و أخرى أجنبية، يبقى حلم اللاجئين بعيش حياة هنيئة بعيداً عن القصف و التدمير و التهجير شبحاً يلازم كبيرهم و صغيرهم، آملين بعودتهم لبلادهم في ظروف أقل قساوة ممن يعيشها أهلهم في الداخل السوري.
المركز الصحفي السوري – محمد تاج