لطالما أحببنا سماع اللغز خلال جلسات العائلة قديماً، في زمن كانت تجمعنا فيه المحبة بعيداً عن وسائل التواصل، ومن الألغاز العالقة في أذهاننا “طاقية أمك ع الرف، بتفرط مية وألف” وهي الرمان، لكن لتلك الأحجية تفسيرٌ أخر عند حزب الله ونظام الأسد، فلم يفرط الرمان الحب الوردي ذو المذاق اللذيذ، بل أخرج حبوب الكبتاجون.
تعددت الأساليب والهدف واحد، إلحاق الأذى والضرر بأكبر عدد ممكن من الناس، وإفساد جيل كامل من الشباب حول العالم، فمن السعودية وحتى اليونان والأردن والإمارات، مئات الأساليب استخدمتها المليشيات لتوصيل المواد المخدرة إليها، فما أبرز تلك الأساليب؟
“رمان الكبتاجون”
في الثالث والعشرين من نيسان/أبريل الفائت، وبحسب وزارة الداخلية السعودية، تمكنت مكافحة المخدرات من ضبط 2 مليون و466 ألف و 563 قرص من حبوب ال “الكبتاجون” المخدر مخفية داخل شحنة فاكهة رمان قادمة من لبنان.
وقدرت تلك الشحنة ب 60 ألف حبة رمان، احتوت على ألف حبة رمان مضروبة، وفي كل رمانة مضروبة وضع بداخلها ما يقارب ألفي حبة مخدرة
وعن مصدر تلك الشحنة قالت جريدة “الجمهورية” اللبنانية أن الشحنات دخلت من الأراضي السورية إلى لبنان، من ثم إلى مرفأ بيروت بعد أخذها شهادة المنشأ من غرفة الصناعة والتجارة ومصدقة من وزارة الزراعة، وذلك ضمن شركة وهمية حاصلة على رخصة استيراد وتصدير.
“تهريب المخدرات داخل علب المتة”
ومن إحدى وسائل نظام الأسد في تجارته و تهريبه للمخدرات، ضبطت السعودية في 28 نيسان/أبريل 2020، 19 مليون قرص إمفيتامين المخدر، مخبأة داخل علب متة ماركة “خارطة الخضراء” سورية الصنع.
أعلنت “مكافحة المخدرات” في ذلك الحين عن ضبطها للشحنة القادمة ضمن باخرة بضائع تجارية مصدرها أحد الموانئ المجاورة، مشيرةً أنها ألقت القبض على 4 متهمين وهم سوريان و سعودي وآخر من بنغلاديش.
“ضبط كميات كبيرة من الحشيش المخدر ضمن صناديق تفاح في مصر”
ضبطت القوات الأمنية في مصر في 20 من شهر كانون الثاني/يناير 2020 نحو نصف طن من مادة الحشيش مخبأة في حاوية تفاح قادمة من سوريا وذلك في ميناء مدينة بورسعيد المصرية.
بحسب جريدة اليوم السابع المصرية، ضبطت جمارك مدينة بور سعيد حاوية تفاح مصدرها سوريا تحتوي على 2700 كف حشيش، يبلغ وزنها 560 كيلو غرام، مخبأة داخل أكياس وموضوعة في أقفاص أسفل فاكهة التفاح.
وعلى مبدأ أغنية يا رايحين ع حلب، غنى نظام الأسد “يا رايحين ع مصر حبي معاكم راح، يامحملين الكبتاجون وفوق الكبتاجون تفاح” كرر نظام الأسد تهريب المواد المخدرة عبر قوافل التفاح، ففي ذات الميناء ضبطت الجمارك في شهر حزيران من عام 2019 مواد مخدرة ضمن شحنات تفاح، بلغت 1 طن و 800 كيلو غرام من مادة الحشيش و 4 ملايين حبة كبتاجون.
“أحد أقارب الأسد يحشوا المكدوس بالمخدرات”
اعتاد السوريون في موائدهم أن تحضر الأكلة الأشهر “المكدوس” والتي تحشى بالعادة بالفليفلة والمكسرات، لكن لابن عم بشار الأسد “حافظ منذر الأسد” قول آخر، فاستبدل ذلك بحبوب الكبتاجون المخدرة.
وضبطت تلك الشحنة في حزيران 2018، وبعد عملية أمنية لجمارك اللاذقية كشفوا خلالها تهريب مواد مخدرة تقدر ب مليوني حبة كبتاجون، مخبأة داخل عبوات لمخلل المكدوس في مرفأ اللاذقية، والمعدة للشحن إلى إحدى الدول العربية، وقدر ثمنها ذلك الحين بأكثر من ملياري ليرة سورية.
وحول ملكية تلك الشحنة، كشفت مصادر إعلامية أنها تعود لأحد التجار الذين يعملون لصالح “حافظ منذر الأسد” من مواليد عام 1978، وهو حفيد جميل الأسد شقيق رأس النظام الراحل حافظ الأسد.
“التهريب بكميات ضخمة جداً”
اعتادت الدول على ضبط مخدرات بكميات قليلة، لكن لنظام الأسد قول آخر، وأراد تحطيم رقم قياسي في تهريب أكبر شحنة مخدرات في العالم، حيث ضبطت إيطاليا نحو 14 طناً من الأقراص المخدرة مصدرها سوريا، وذلك في الأول من تموز 2020
وقالت الشرطة الإيطالية أنها احتجزت 3 سفن حاويات رست في ميناء ساليرنو جنوب إيطاليا، عثر بداخلها على 84 مليون قرص كبتاجون، وتقدر قيمتها بنحو مليار دولار أمريكي، واتهمت الشرطة تنظيم الدولة بالضلوع وراء عملية التهريب تلك.
أما عن اتهام تنظيم الدولة، شكك العديد من الصحفيين في رواية الشرطة الإيطالية، موجهين أصابع الاتهام إلى نظام بشار الأسد في سوريا، وأنه ليس باستطاعة تنظيم الدولة القدرة على إنتاج المخدرات خاصةً بتلك الكمية.
“معامل للمخدرات يديرها حزب الله تحت حماية أمن النظام”
لم يكتفِ نظام الأسد ومليشيا حزب الله بتهريب المخدرات، بل كان كل ما يتم تهريبه من صنعه داخل مصانع أنشأها حديثاً في مناطق سيطرة النظام، ولوجود كل تلك المصانع أثر على زيادة نشاط التهريب وضبط المواد على الحدود السورية مع دول الجوار ك الأردن والتي بات مشهد التهريب فيها شبه يومي.
بحسب “سكاي نيوز” تم إحصاء أكثر من 60 مصنع لإنتاج المخدرات في شمال لبنان والمنطقة الحدودية مع سوريا، وذلك حتى عام 2017 وسيطرة قوات النظام وحزب الله على ريفي حمص ودمشق، كما تم الكشف مؤخراً عن إنشاء أكثر من 12 مصنعاً في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان، تديرها حزب الله تحت حماية قوات النظام.
ولم تتوقف عصابات الأسد ومليشياته عن إنتاج و تهريب المواد المخدرة دون مساءلة أو مراقبة، وضخ كميات كبيرة من تلك المواد بأساليب متعددة من التي ذكرناها ولم نذكرها، ك “البطاطا الصناعية” لتبرهن للعالم أنها ومن والاها رأس الفساد في هذا العالم.
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع
إبراهيم الخطيب