ملاحظة: كتبت هذه المقالة لأول مرة عام 2012.
قصة سوريا مأساة وفضيحة في نفس الوقت. يوما بعد يوم، يقتل ويذل ويرهب جيشها وشرطتها عشرات المواطنين. شيبا وشبانا، متعلمين وأميين، فقراء وأغنياء: الجميع أصبح مستهدفا. في يوم واحد، قبل أسبوعين، قتل عدد من الشباب في مذبحة نفذت بصورة فردية عن طريق إطلاق النار على رؤوسهم مباشرة.
ولا يحاول ما يسمى بالعالم المتحضر حتى إيقاف المذبحة. يصدر قادة هذا العالم البيانات، ولكن سفك الدماء لا زال مستمرا. الوضع المستمر منذ 13 شهرا ليس مرشحا للانتهاء في أي وقت قريب.
عندما يسأل قادتنا فإنهم وبكل بساطة يهزون أكتافهم:”ماذا ينتظر من العالم عندما يقوم رئيس يفترض انه منتخب باعتقال وتعذيب وتشويه وقبل المئات من مواطنيه وعلى نطاق واسع، وما هي الطريقة التي يمكن إيقافه فيها؟
تدخل عسكري؟ لا. لم لا؟ لأن الشعب الأمريكي متعب من شن الحروب البعيد. ولأن العائلات الأمريكية فقدت الكثير من أبنائها وبناتها في الصراعات البعيدة. هل يجب على الأسر السورية أن تعاني بسبب المساعدة التي وفرناها لآخرين؟ وبسبب التضحيات التي قدمناها فعلا؟
ماذا عن قرارات الأمم المتحدة؟ روسيا والصين تقفان موقفا مخزيا.
العقوبات الاقتصادية؟ بصورة ما لا يخشى الرئيس بشار الأسد من هذه العقوبات. الحلول الدبلوماسية؟ إنها مجرد عناوين في الأخبار لا أكثر ولا أقل.
ترى ما هي الخطوة الاستراتيجية التي يمكن تؤدي إلى نتائج سياسية عملية؟
لست متأكدا أن المساعدات العسكرية هي الحل الوحيد. العقوبات الاقتصاية أثبتت أنها عديمة الجدوى نسبيا في أماكن أخرى. ولكن لماذا ليس في وسعنا تخيل وجود خيار آخر يمكن أن يقودنا إلى تأثير فعال؟
لماذا لا نحذر الأسد، أنه ما لم يوقف سياسته القاتلة التي يمارسها حاليا، فإنه سوف يعتقل ويجلب إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وسوف توجه إليه تهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
مثل هذه التهم فيها جوانب غير مشجعة.ولكنه سوف يخسر أي دعم، وأي تعاطف في العالم أجمعه. لن يكون هناك أي شخص شريف سوف يكون مستعدا للدفاع عنه. ولكن توفر له أي دولة مأوى. ومثل هذه القضية لن تسقط بالتقادم.
عندما أو إذا أدركنا ذلك، ومثل دكتاتور مصر حسني مبارك، سوف ينتهي به الحال في زنزانة مكللا بالعار، وسوف نضع حدا لجرائمه التي لا معنى لها والتي يمارسها من أجل البقاء.
لم لا نحاول ذلك؟
بقلم: إيلي فيسيل- حائز على جائزة نوبل عام 1986
واشنطن بوست 2\7\2016
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي