قُدر لأطفال سوريا أن يكونوا في وسط حرب مريرة صنعها نظام بشار وأعوانه، فتعرض بعضهم للموت والتعذيب الجسدي والنفسي، ومع إلقاء الحرب التي تخطت أكثر من خمس سنوات ظلالها الثقيلة، على تفاصيل حياة الأطفال اليومية، يزداد ألم ومعاناة الأهل الواقفين موقف الحيرة من أمرهم، أمام قوة الحديد والنار التي تفوق قدرات البشر على التحمل.
ورغم أن آلاف الأطفال السوريين نزحوا مع أسرهم إلى دول اللجوء، ومع خبرتهم لمعنى الحرب وتشكيل لديهم فكرة لا تمحى بسهولة حول الدمار والدم والقتل، غير أنهم أرحم بكثير ممن بقي منهم تحت نيران القصف يعيش الويلات ويشاهد الوفيات اليومية لأقرانه من الأطفال.
ومن الحالات التي رصدت في مدينة إدلب حالة ألم شديدة لأم فجعت بمقتل طفليها بقصف روسي على المدينة أودى بحياتهما أمام عينين مثقلتين بالدموع والألم، تقول أم عمر “علت صوت طائرة الموت معلنة إفراغ حمولتها على الآمنين في مدينتي، وبرعب وخوف شديدين دفع طفلي الصغرين إلى الطابق السفلي مغادرين منزلنا المرتفع.. كأنها اشتياق إلى الجنة التي تشملها رحمة الله.. وينتهي فيها الألم والظلم.. في جنان الخلد عمر وحمزة مع من سبقكم من سرب أطفال السوريين”.
كلنا يعلم أن التعذيب النفسي أصعب بكثير من التعذيب الجسدي وما يعانيه أطفال سوريا من التعذيب النفسي فاق كل التصورات وأثار قلق كثيرا من المنظمات الإنسانية إلا أنهم وحدهم السوريين عليهم تحمل صمت مجتمع تخلى عنهم.
وهل هناك أخطر من كابوس الموت الذي يجابهه الأطفال في كل لحظة في الأراضي التي خرجت عن سيطرة النظام؟!
وهاهم أطفال إدلب والمناطق المحررة يدفعون ثمناً باهظاً لحرب صنعها الكبار ولا ذنب للصغار فيها، وكأنهم ورقة ضغط للزيادة في الألم والمعاناة لمن بقي على الأراضي السورية متمسكاً بأرضه كارهاً مغادرتها مهما ارتفع ثمن العيش فيها.
والجدير بالذكر أن عدد الأطفال الذين قتلوا في سوريا فاق أي إحصائية في أية حرب جرت على مر التاريخ، حسب تقدير أوردته “بوابة حقوق الطفل”.
واليوم مع تزايد الصراع وكثرة الطامعين المساندين لنظام بشار وبتنوع واختلاف فنون الأسلحة التي يتباهى بصنعها من لا يرحم تتزايد ضحايا المدنيين وخصوصاً الأطفال.
يدمدم “أبو عمر” بعد فقدانه لأعز ما يملك وبحرقة في الكلام “ليل الأمهات مليء بالآهات.. ومع فواح رائحة الدم في كل مكان، تتصاعد أرواح الأطفال في مدينتي في سباق للجنة.. كل طفل هو الأغلى على قلب والديه، لكن اليوم كل أطفال سوريا هم الأغلى على قلوبنا، ونرجو السلامة لهم ولأجسادهم الضعيفة”.
يتابع أبو عمر حديثه “كيف سيلقى بشار ومن شاركه في قتل الأطفال وجه ربهم وأي حجة سيقدمون”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد