لم تستطع وسائل الإعلام المؤيدة لنظام الأسد أن تخفي فرحتها بالبيان الختامي لاجتماع “فيينا”، وشماتتها ما سمته الحلف “الأمريكي-السعودي-التركي”، معتبرة أن الاجتماع انتصر لـ”سوريا الأسد” وخذل الأتراك والسعوديين..
وفي تحليل على صحيفة الأخبار اللبنانية المقربة من حزب الله، احتفت الصحيفة بـ”الوساطة” الأمريكية، ورحبت بدور وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي فضل تقريب وجهات النظر، وإدارة الحوار، والتعامل بدبلوماسية، في حين تعنت الأتراك والسعوديون.
واعتبرت أن الرابح في اجتماعات فيينا هو سوريا، والخاسر الأول تركيا، تليها المملكة العربية السعودية، بعد أن تجاوز البيان الختامي مصير الأسد، ناسخا بذلك بيان “جنيف1” الذي شدد على أن لا دور للأسد في المرحلة المقبلة، ومركزا على المعطيات على الأرض وضرورة القضاء على تنظيم الدولة.
وعن الحضور الإيراني، قالت الصحيفة إن إيران التي حضرت لأول مرة، كانت الرقم الصعب في هذا المسار، والورقة الرابحة، والطرف المستعد لكل الخيارات: انتخابات، حرب ضد الإرهاب، مرحلة انتقالية، مع ثقة بفوز حليفة الأسد في أي منها.
أما صحيفة السفير اللبنانية، فرأت أن اجتماع إيران على ذات الطاولة مع المملكة العربية السعودية، شكل خرقا دبلوماسيا، ما زال مفتوحا على الاتساع مع قرار الاجتماع مجددا في العاصمة النمساوية بعد أسبوعين.
ورأت أن الخلافات الأساسية ما زالت معلقة حتى الآن، وأن الاجتماع تجاوز مصير الأسد بسبب إصرار روسيا وإيران على أن الشعب السوري هو من يحدده، فيما يصر “الخصوم” على تحديد موعد انتهاء دوره في العملية الانتقالية.
أما النهار فرأت أن إشارات واضحة برزت بعد الاتفاق توحي بأن الأمور ذاهبة إلى انفتاح روسي إيراني على الحديث في كل المواضيع ومنها المرحلة الانتقالية، وفي المقابل تعديل الخطاب المناهض لبقاء الرئيس السوري.
ورأت الصحيفة توافقا في مواقف كيري ولافروف على ضرورة أن يحدد الشعب السوري مصيره، رغم أن كيري أوضح وجهة النظر الأمريكية في أن “سوريا تستحق خيارا غير الأسد”، لكنه استدرك بدبلوماسيته المعروفة بأنه لا يمكن للاختلافات أن تعوق الدبلوماسية، وسبل إيجاد الحل، مشددا على أنه لا بد من إطلاق مفاوضات حقيقية بشأن سوريا.
والمجتمعون في فيينا هم: الصين، ومصر، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، وإيران، والعراق، وإيطاليا، والأردن، ولبنان، وعمان، وقطر، وروسيا، والسعودية، وتركيا، والإمارات، والمملكة المتحدة، والأمم المتحدة، والولايات المتحدة.
والنقاط التي توصل إليها المشاركون هي وفق نص البيان:
– وحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها وهويتها العلمانية أمور أساسية.
– مؤسسات الدولة ستظل قائمة.
– حقوق كل السوريين يجب حمايتها بصرف النظر عن العرق أو الانتماء الديني.
– ضرورة تسريع كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
– ضمان وصول المنظمات الإنسانية لكل مناطق سوريا، وسيعزز المشاركون الدعم للنازحين داخليا وللاجئين وللبلدان المستضيفة.
– الاتفاق على ضرورة هزيمة تنظيم “داعش” وغيره من الجماعات الإرهابية، كما صنفها مجلس الأمن الدولي واتفق عليه المشاركون.
– في إطار العمل ببيان جنيف 2012 وقرار مجلس الأمن الدولي 2118، فإن المشاركين وجهوا الدعوة للأمم المتحدة لجمع ممثلي الحكومة والمعارضة في سوريا، في عملية سياسية تفضي إلى تشكيل حكومة ذات مصداقية وشاملة وغير طائفية، على أن يعقب تشكيلها وضع دستور جديد وإجراء انتخابات.
وينبغي إجراء هذه الانتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة بموافقة الحكومة وبالتزام أعلى المعايير الدولية للشفافية والمحاسبة، وأن تكون حرة نزيهة يحق لكل السوريين ومنهم المغتربون المشاركة فيها.
– سوريا هي التي تملك وتقود هذه العملية السياسية والشعب السوري هو من يحدد مستقبل سوريا.
– المشاركون ومعهم الأمم المتحدة سيدرسون ترتيبات وتنفيذ وقف لإطلاق النار بكل أنحاء البلاد يبدأ في تاريخ محدد وبالتوازي مع هذه العملية السياسية الجديدة.
عربي21