مضت أيام على “حريق العصرونية”، أخمدت نيرانه لكن نيران قلوب أصحاب المحال لم تخمد، لتتناول جميع صحف العربية والعالمية الحريق بشكل دقيقة وبأهمية كبيرة لأهمية السوق والمنطقة المتواجد بها.. إلا قنوات النظام السوري إذ تناولت الحريق بشكل عادي وكأنه حريق عابر.. يمكن أن يحصل في أي مكان!
بالأمس كتبت صحيفة الوطن الموالية للنظام السوري مقالا بعنوان” حريق العصرونية يلهب اجتماع تجار دمشق …وصندوق لمساعدة المتضررين”، فالحكومة تسرع لإسكات المتضررين وتعزيز فكرة مفادها أن الحريق ناتج عن ماس كهربائي كما أعلن آلة النظام الإعلامية.
يتناول الناشطون المعطيات على الأرض بطريقة واقعية، إذ إن الحريق حصل في ساعات الفجر الأولى، وأن فوج الإطفاء يقع في شارع النصر القريب من سوق العصرونية بـ 5دقائق فقط أو حتى أقل، فلماذا لم تسرع سيارات الإطفاء للمكان، لتصل فرق الإطفاء لمكان الحادث بعد أكثر من ساعتين ليستمر إطفاء النار لأكثر من 7 ساعات متواصلة، صفحة “دمشق الآن” قالت ” إن الحريق اندلع في وقت خرقت فيه الهدنة، فالعادة قذائف الهاون تنهمر على دمشق، لهذا السبب توقع سكان دمشق أن يكون الدخان الأسود نتيجة لمعارك وقعت بالقرب من المنطقة أو نتيجة لقصف لدمشق جديد خلال الليل”، ” في بلد لا يوجد فيها كهرباء تحرق محالها بماس كهربائي” ففي الآونة الأخيرة تشهد الكهرباء واقعا سيئا جدا، ليؤكد أحدى أصحاب المحال أن الكهرباء لا تأتينا في هذه الأوقات إنها مقتصرة على وقت الظهير.. فمن أين أتت الكهرباء؟!
غرفة تجارة دمشق تعلن عن حل سريع للمتضررين من الحريق وذلك في اجتماع جرى منذ أيام لغرفة تجارة دمشق، وقد أشار رئيس مجلس إدارة الغرفة “غسان القلاع” أن الغرفة أنشأت صندوق إعانة لمتضرري سوق العصرونية لتعويض أصحاب المحال التي تعرضت للحريق، بالإضافة لفتح حسابا في الغرفة للمساهمة فيه من أعضاء الهيئة العامة بحسب إمكانيات كل عضو في دعم هذا الصندوق، وأخيرا إعفاء المتضررين من الضرائب لعام 2016م، السؤال أين مساعدة الحكومة أم أن أموال الحكومة تذهب لتمويل الحرب على الشعب السوري، وقد قدر أصحاب المحال خسائرهم بمليارات عدة ككتلة عامة، ليتم تعويضهم من غرفة تجارة دمشق بمليون ونصف على أعلى تقدير” امليحة ابتفتحلهن بسطة بيتعيّشو منها آخر هلعمر” يقول علاء ناشط متابع لتجاوزات النظام في دمشق المدينة.
التقديرات الأولية لاحتراق 70 محلا بالكامل وتضرر أكثر من ثلاثين محلا تضررا جزئيا تراوحت لكل محل بين 200 مليون و 20 مليونا ” الخميس – بس يوم الخميس لوحده- دخل للمحل بضاعة قيمتها حوالي 30 مليون” كما قال أحد التجار المتضررين.
كل أصابع الاتهام تتّجه نحو النظام وتجار إيرانيين، مع بدء الثورة السورية وإدخال النظام مليشيات إيرانية، سارع التجار الإيرانيون للسيطرة على العقارات المهمة في البلد بشرائها من أصحابها، ليؤكد أصحاب المحال في سوق العصرونية أنهم رفضوا عروضاً كثيرة لبيع محلاتهم للسفارة الإيرانية بمبالغ طائلة، بحجة توسعة لجامع ” الست رقية” القريب من السوق.
هناك خوف كبير من قبل التجار أن تكون حادثة “حريق سوق العصرونية” نقطة انطلاق للنظام وحليفة الإيراني للتفاوض مع أصحاب العقارات في مدينة دمشق بتعويضات بخسة وكأنها رسائل لأصحاب المحلات الأخرى أن انظروا ما مصير من يخالفنا.. وتبقى حكمة الثعلب يتردد صداها بين التجار في كافة الأراضي السورية.. “ومن علمكم بيع العقارات بأسعار بخسة، يرد التجار بخنوع علمنا إياه حريق العصرونية”.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي