طبيب سوري في أحد مشافي عربين في الغوطة الشرقية لم يضعفه نبأ استشهاد 10 أفراد من عائلته وهو يجري عملية جراحية في غرفة العمليات.
حسب المجلس الطبي لمدينة عربين، فقد كان الدكتور أكرم يجري إحدى العمليات الجراحية، عندما ورده نبأ القصف على منزله، ثم تأكد نبأ استشهاد أقاربه.
علق الدكتور أكرم على النبأ من وراء كمامة طبية ظهر خلفها طرف لحيته البيضاء، داعيا الله بأن يفرج عن أهل الغوطة وأن يوحد صفوف “المجاهدين” في الغوطة ليخلصوا الأهالي من النظام “المجرم” الذي لم يعرف التاريخ له مثيلاً.
وأكد الدكتور أكرم أنه كان تابع إجراء العمليات في قاعة الجراحة العظمية والعصبية عندما ورده خبر إسقاط صواريخ فراغية على الشارع الذي يقع فيه منزله، ثم ختم الطبيب والدموع في عينيه: “إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
قصة الدكتور أكرم واحدة من قصص أطباء انخرطوا من موقعهم الطبي في الانتفاضة، فكان عملهم خط أمان خلفي ساعد على الصمود من خلال تأسيس المشافي الميدانية وإسعاف المتظاهرين بعيدا عن أعين الأمن السوري وتقديم الوعي للكوادر الشابة، بعد أن غادر أكثر من 5 آلاف طبيب من سوريا إلى دول اللجوء متناسين أنهم يحملون رسالة إنسانية أخلاقية وأن السوريين هم بأمس الحاجة إليهم بسبب استهداف طائرات النظام لأكثر من 50 % من منشآت سوريا الطبية، فتجاوز عدد الجرحى 3 مليون، وذوي الاحتياجات الخاصة مليون ونصف.
أدرك النظام دور الأطباء الكبير في الثورة، فضيق الحصار عليهم واعتقل المئات منهم في سجونه، فغدوا بين شهيد ومفقود، حيث نقلت الإندبندنت في عدد لها أواخر عام 2014 عن طبيب عظام يعمل في إدلب قوله: “العثور عليك وأنت تعالج مصاباً يماثل العثور عليك وبحوزتك سلاح”.
انتشرت المشافي الميدانية ضمن كافة المدن السورية، خوفاً من صواريخ النظام التي تستهدف البنى التحتية بشكل عام لكي لا يستفيد منها من تبقى من المدنيين بعد أن خرجت عن سيطرته، علماً أن إعادة تأهيل القطاع الصحي في سوريا يلزمه أكثر من ست مليارات بحسب جريدة تشرين التابعة للنظام، إلا أنها أيضاً نالت نصيبها من القصف، هذا غير أن معظمها يعاني من نقص الكوادر الطبية و الأجهزة الحديثة والمعدات الأولية.
محار الحسن
المركز الصحفي السوري