أبراهام فوكسمان
في نفس اللحظة التي كان فيها اتفاق إيران النووي يقترب من أن يكون واقعا, كانت إيران تعمل على توسيع نفوذها على امتداد الشرق الأوسط. بالنسبة للسعوديين والإماراتيين وإسرائيل – وجميعهم ينظرون إلى إيران على أنها الخطر الأكبر في المنطقة- فإن ما يحدث يشكل ظاهرة مقلقة بالنسبة لهم.
تمثل رد فعل إسرائيل بدعوة الولايات المتحدة لربط المفاوضات النووية مع سلوكيات إيران الأوسع في المنطقة. في خطابه أمام الجلسة المشتركة للكونغرس, قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو بأن على الولايات المتحدة أن لا توقع الاتفاق حتى توقف إيران نشاطها الإرهابي وأن تمتنع عن دعم الجماعات الإرهابية. مؤخرا, دعا رئيس الوزراء إلى عدم التوقيع على الاتفاق حتى تقبل إيران شرعية إسرائيل.
من غير المستغرب أن الولايات المتحدة ردت برفض هذه المقترحات غير الواقعية ونظرت إليهم على أنهم مجرد محاولة لمنع الوصول إلى الاتفاق النووي.
السعوديون, وبطريقتهم المعتادة, اتخذوا منهجا أكثر تحفظا, وقالوا أمورا طيبة حول الإطار العملي الذي تم التوصل إليه في حين شجبوا أنشطة إيران في العديد من الجبهات في المنطقة. بصورة واضحة, وفي اللحظة التي تقدم فيها الولايات المتحدة دعما أساسيا للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المدعومين إيرانيا في اليمن, فإنهم لا يسعون إلى مواجهة شاملة مع حليفهم الأساسي, الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى, لازالت السعودية مستمرة في التعبير عن إحباطها بصور متعددة مع ما يرون أنه قيادة أمريكية ضعيفة في المنطقة. في حين أنهم لم يربطوا انتقادهم مع القضية النووية, إلا أنهم وجدوا طرقا خاصة بهم للتعبير عن وجهة نظرهم.
رد فعلهم الأكثر تطرفا جاء في خريف عام 2013 عندما قاموا بخطوة غير مسبوقة عندما رفضوا المقعد الذي خصص لهم في مجلس الأمن. في الحين الذي لم يبدو فيه أي سبب, فإنه كان مفهوما أن تلك الحركة كانت ردا على السياسة الأمريكية تجاه كل من سوريا وإيران.
منذ ذلك الحين, نمت مخاوف السعوديين وهم يراقبون استمرار دور إيران في سوريا والعراق, وتعاون الولايات المتحدة مع إيران ضد داعش –ومؤخرا- احتمال النفوذ الإيراني الجديد في اليمن من خلال الحوثيين.
الإسرائيليون والسعوديون يخشون من أن رفع العقوبات الأكثر عمقا ضد إيران من خلال الاتفاق النووي سوف يشجع نزعة التوسع الإيرانية.
علاوة على ذلك, مهما كانت وجهة نظرهم عن الاتفاق النووي, فإنهم يخشون من الموضوع الأساسي, على الرغم من احتجاج الولايات المتحدة على نقيض ذلك, وهو أن إيران تحت رئاسة حسن روحاني أصبحت أمة متقدمة ويمكن أن تتقدم لتصبح دولة طبيعية داخليا وفي العلاقات الدولية. ولهذا فهم يخشون أنه وبعد توقيع الاتفاق النووي, وختمه وتسليمه, فإن الولايات المتحدة سوف تكون أكثر ترددا في ما يمكن إجراؤه ضدها.
ما الذي يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة لطمأنة حلفائها؟
أولا, خطابها حول سلوك إيران يجب أن يكون متعددا. فكرة أن مثل هذا التغير من شأنه أن يعرض المفاوضات النووية للخطر ليست صحيحة. لدى الإيرانيين مصلحة كبيرة في رفع العقوبات في نفس الوقت الذي تتمكن فيه من الاحتفاظ ببنيتها النووية التحتية. ومن غير المحتمل أن تذهب بعيدا بسبب الأسلوب الأمريكي الأكثر صدقا وتركيزا على السلوك الإيراني.
من المشجع في هذا الصدد بأن وزير الخارجية جون كيري انتقد إيران في 8 إبريل في برنامج ساعة أخبار بسبب مساعدتهم الحوثيين في اليمن وأضاف بأن الولايات المتحدة
“يمكن أن تقوم بأمرين في وقت واحد”. – الاتفاق النووي واحتواء أنشطة إيران لزعزعة المنطقة”.
ومع ذلك, فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى نهج أكثر استدامة, بحيث يتم الاعتراف بأن إيران لا زالت متطرفة – بما في ذلك دعوة زعمائها مؤخرا إلى تدمير إسرائيل- وأنها تشكل تهديدا كبيرا في المنطقة.
كما أن لفت النظر إلى الترسانة الكبيرة التي جمعها كل من الإيرانيين وحزب الله, يشكل مكانا جيدا للبداية.
استخدام ذكرى الهولوكوست في 15 أبريل لشجب دعوة إيران المفتوحة إلى تدمير إسرائيل التي دعا إليها رئيس الحرس الثوري مؤخرا يمكن أن يضاف إلى ذلك أيضا.
وأخيرا, ملاحظات الرئيس حول دعم إسرائيل في وجه أي تهديد إيراني يجب أن ينعكس على شكل اتفاقيات واضحة. ما الذي يعنيه وجود السعودية وإسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة؟
الأمر بصبح أكثر أهمية من أي وقت سابق بسبب الإدراك بأن الحرص على الاتفاق النووي يعود بجزء كبير منه إلى رغبة الولايات في الانسحاب من المنطقة. كما أن الأمر هام جدا أيضا لأن مخاوف السعودية حول توسع إيران النووي المحتمل يمكن أن يؤدي بهم إلى البحث عن امتلاك السلاح النووي الخاص بهم. عواقب مثل هذا الانتشار النووي في المنطقة والعالم يمكن أن يكون كارثيا.
حتى قبل التوصل إلى إطار الاتفاق النووي كان لدى الولايات المتحدة الكثير من العمل لطمأنة حلفائها في الشرق الأوسط.
الحاجة لمثل هذه الطمأنة يصبح ملحا أكثر مع حقيقة أن الاتفاق النووي وإمكانية وجود إيران على المسرح الدولي يلوح في الأفق.
تمثل رد فعل إسرائيل بدعوة الولايات المتحدة لربط المفاوضات النووية مع سلوكيات إيران الأوسع في المنطقة. في خطابه أمام الجلسة المشتركة للكونغرس, قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتينياهو بأن على الولايات المتحدة أن لا توقع الاتفاق حتى توقف إيران نشاطها الإرهابي وأن تمتنع عن دعم الجماعات الإرهابية. مؤخرا, دعا رئيس الوزراء إلى عدم التوقيع على الاتفاق حتى تقبل إيران شرعية إسرائيل.
من غير المستغرب أن الولايات المتحدة ردت برفض هذه المقترحات غير الواقعية ونظرت إليهم على أنهم مجرد محاولة لمنع الوصول إلى الاتفاق النووي.
السعوديون, وبطريقتهم المعتادة, اتخذوا منهجا أكثر تحفظا, وقالوا أمورا طيبة حول الإطار العملي الذي تم التوصل إليه في حين شجبوا أنشطة إيران في العديد من الجبهات في المنطقة. بصورة واضحة, وفي اللحظة التي تقدم فيها الولايات المتحدة دعما أساسيا للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين المدعومين إيرانيا في اليمن, فإنهم لا يسعون إلى مواجهة شاملة مع حليفهم الأساسي, الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى, لازالت السعودية مستمرة في التعبير عن إحباطها بصور متعددة مع ما يرون أنه قيادة أمريكية ضعيفة في المنطقة. في حين أنهم لم يربطوا انتقادهم مع القضية النووية, إلا أنهم وجدوا طرقا خاصة بهم للتعبير عن وجهة نظرهم.
رد فعلهم الأكثر تطرفا جاء في خريف عام 2013 عندما قاموا بخطوة غير مسبوقة عندما رفضوا المقعد الذي خصص لهم في مجلس الأمن. في الحين الذي لم يبدو فيه أي سبب, فإنه كان مفهوما أن تلك الحركة كانت ردا على السياسة الأمريكية تجاه كل من سوريا وإيران.
منذ ذلك الحين, نمت مخاوف السعوديين وهم يراقبون استمرار دور إيران في سوريا والعراق, وتعاون الولايات المتحدة مع إيران ضد داعش –ومؤخرا- احتمال النفوذ الإيراني الجديد في اليمن من خلال الحوثيين.
الإسرائيليون والسعوديون يخشون من أن رفع العقوبات الأكثر عمقا ضد إيران من خلال الاتفاق النووي سوف يشجع نزعة التوسع الإيرانية.
علاوة على ذلك, مهما كانت وجهة نظرهم عن الاتفاق النووي, فإنهم يخشون من الموضوع الأساسي, على الرغم من احتجاج الولايات المتحدة على نقيض ذلك, وهو أن إيران تحت رئاسة حسن روحاني أصبحت أمة متقدمة ويمكن أن تتقدم لتصبح دولة طبيعية داخليا وفي العلاقات الدولية. ولهذا فهم يخشون أنه وبعد توقيع الاتفاق النووي, وختمه وتسليمه, فإن الولايات المتحدة سوف تكون أكثر ترددا في ما يمكن إجراؤه ضدها.
ما الذي يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة لطمأنة حلفائها؟
أولا, خطابها حول سلوك إيران يجب أن يكون متعددا. فكرة أن مثل هذا التغير من شأنه أن يعرض المفاوضات النووية للخطر ليست صحيحة. لدى الإيرانيين مصلحة كبيرة في رفع العقوبات في نفس الوقت الذي تتمكن فيه من الاحتفاظ ببنيتها النووية التحتية. ومن غير المحتمل أن تذهب بعيدا بسبب الأسلوب الأمريكي الأكثر صدقا وتركيزا على السلوك الإيراني.
من المشجع في هذا الصدد بأن وزير الخارجية جون كيري انتقد إيران في 8 إبريل في برنامج ساعة أخبار بسبب مساعدتهم الحوثيين في اليمن وأضاف بأن الولايات المتحدة
“يمكن أن تقوم بأمرين في وقت واحد”. – الاتفاق النووي واحتواء أنشطة إيران لزعزعة المنطقة”.
ومع ذلك, فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى نهج أكثر استدامة, بحيث يتم الاعتراف بأن إيران لا زالت متطرفة – بما في ذلك دعوة زعمائها مؤخرا إلى تدمير إسرائيل- وأنها تشكل تهديدا كبيرا في المنطقة.
كما أن لفت النظر إلى الترسانة الكبيرة التي جمعها كل من الإيرانيين وحزب الله, يشكل مكانا جيدا للبداية.
استخدام ذكرى الهولوكوست في 15 أبريل لشجب دعوة إيران المفتوحة إلى تدمير إسرائيل التي دعا إليها رئيس الحرس الثوري مؤخرا يمكن أن يضاف إلى ذلك أيضا.
وأخيرا, ملاحظات الرئيس حول دعم إسرائيل في وجه أي تهديد إيراني يجب أن ينعكس على شكل اتفاقيات واضحة. ما الذي يعنيه وجود السعودية وإسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة؟
الأمر بصبح أكثر أهمية من أي وقت سابق بسبب الإدراك بأن الحرص على الاتفاق النووي يعود بجزء كبير منه إلى رغبة الولايات في الانسحاب من المنطقة. كما أن الأمر هام جدا أيضا لأن مخاوف السعودية حول توسع إيران النووي المحتمل يمكن أن يؤدي بهم إلى البحث عن امتلاك السلاح النووي الخاص بهم. عواقب مثل هذا الانتشار النووي في المنطقة والعالم يمكن أن يكون كارثيا.
حتى قبل التوصل إلى إطار الاتفاق النووي كان لدى الولايات المتحدة الكثير من العمل لطمأنة حلفائها في الشرق الأوسط.
الحاجة لمثل هذه الطمأنة يصبح ملحا أكثر مع حقيقة أن الاتفاق النووي وإمكانية وجود إيران على المسرح الدولي يلوح في الأفق.
هوفنغتون بوست 14\4\2015
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي