قال وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، إن حلف الناتو أخطأ في التعامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفسر: «أخطأ الناتو في اعتقاده بوجود نوع من التحول التاريخي الذي سيعم ربوع أوراسيا، كما فشل في إدراك حقيقة أنه سيواجه خلال توسعه شرقاً ما يختلف إلى حد بعيد عن التصور الغربي لكيان الدولة، وهذا الموقف أشعر روسيا بأنه تحدٍ لهويتها، واستفز بوتين شخصياً».
واعتبر كيسنجر أن في السنوات التي سبقت ضم بوتين لشبه جزيرة القرم، افترض الغرب خطأ أن روسيا ستقبل قواعد النظام الغربي، فأساء حلف «الناتو» قراءة تعطشها للاحترام الذي بقي راسخاً في الوعي الروسي، وحنينها العميق للمناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها سابقاً، وخصوصاً في أوراسيا.
جاء ذلك في مقابلة لكيسنجر مع صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية، نشرت أول من أمس (الجمعة)، وتمت في شقته الواقعة في ضاحية مانهاتن بمدينة نيويورك الأميركية، بالتزامن مع عقد قمة هلنسكي بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي.
وحذر كيسنجر من مغبة الشقاق بين الولايات المتحدة وأوروبا، على خلفية انتقادات وتهديدات ترمب لحلفائه عبر الأطلسي، معتبراً أن أي قطيعة من هذا النوع ستعزز النفوذ الصيني في الساحة الدولية.
وقال كيسنجر: «أعتقد إننا نمر بمرحلة صعبة جداً بالنسبة للعالم بأسره».
كما رحب كيسنجر بالقمة الروسية – الأميركية، وقال إنها كانت ضرورية، وتابع أنه كان يدعو لإجرائها منذ سنوات، لكنها «دفنت تحت ثقل مشكلات الولايات المتحدة الداخلية»، وهو ما وصفه بـ«الفرصة الضائعة».
وقال: «انظروا إلى سوريا وأوكرانيا. روسيا تتميز بصفة فريدة، وأي اضطرابات في أي جزء من العالم تقريباً تؤثر فيها، وتعطيها الفرصة وترى فيها في الوقت ذاته تهديداً لها. هذه الاضطرابات ستتواصل وأخشى أن تتصاعد وتيرتها».
المصدر : الشرق الاوسط