تجددت الاشتباكات في مدينة حلب بين الجيش السوري والمعارضة اليوم (الجمعة) في مناطق عدة، وتركزت في الأطراف الجنوبية للأحياء الشرقية من المدينة، في وقت لا زالت فيه المساعي الديبلوماسية للدول الكبرى مستمرة لإيجاد مخرج للأزمة وخصوصاً مع تداعي الأوضاع الإنسانية.
في واشنطن، طالب وزير الخارجية الأميركي جون كيري بتحقيق حول «جرائم حرب» ارتكبها النظام السوري وحليفته روسيا بعد ضربة جديدة لمستشفى في حلب.
وقال كيري: «الليلة الماضية هاجم النظام مجدداً مستشفى حيث قتل 20 شخصاً واصيب مئة. على روسيا والنظام ان يقدما للعالم اكثر من تفسير لاسباب عدم كفهما عن ضرب مستشفيات وبنى تحتية طبية الى جانب اطفال ونساء». وطالب في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان مارك آرولت «بتحقيق ملائم في (حصول) جرائم حرب».
وأضاف كيري الذي صعد لهجته في الأيام الأخيرة منذ وقف الحوار بين واشنطن وموسكو حول سورية «من يرتبكون (ذلك) ينبغي تحميلهم مسؤولية أفعالهم. هذا الامر ليس مجرد حادث. انه استراتيجية محددة الهدف لترهيب المدنيين وجميع من يقف في وجه (تحقيق) أغراضهم العسكرية».
ميدانياً، تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وفصائل «جيش الفتح» من جهة أخرى، في حي الشيخ سعيد جنوب مدينة حلب، وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ضربات جوية استهدفت مناطق الاشتباكات بالإضافة إلى القصف المتبادل بين الجانبين.
وقال مصدر عسكري ومقاتلون معارضون و«المرصد» إن القتال تركز في منطقة الشيخ سعيد الخاضعة لسيطرة المعارضة وتجاور الراموسة التي شهدت أعنف المعارك في وقت سابق من الصيف الحالي وإن كانت الروايات تضاربت في شأن ما إذا كان الجيش السوري قد حقق أي مكاسب.
وقال مصدر عسكري سوري صباح اليوم إن الجيش سيطر على مواقع مهمة عدة في الشيخ سعيد لكن مقاتلي المعارضة ذكروا فيما بعد أنهم استعادوا تلك المواقع وأنهم ما زالوا يسيطرون على المنطقة.
وسيطر الجيش وحلفاؤه على مخيم حندرات للاجئين وجزء من منطقة صناعية مجاورة على المشارف الشمالية لشرق حلب وجزء من حي بستان الباشا إلى الشمال من وسط المدينة وبعض الأراضي في البلدة القديمة.
إلى ذلك، قال الجيش التركي، اليوم، إن تسعة من مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من تركيا قتلوا وأصيب 32 في اشتباكات جرت أمس خلال عملية استهدفت طرد مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) من منطقة في سورية على الحدود مع تركيا.
وأضاف الجيش في بيان أن المقاتلين انتزعوا السيطرة على أكثر من 1000 كيلومتر مربع من قبضة التنظيم المتشدد خلال العملية التي تعرف باسم «درع الفرات» منذ أن بدأت في 24 آب (أغسطس) الماضي.
وأضاف الجيش أن طائرات حربية تركية قصفت 18 هدفاً في المنطقة خلال الساعات الـ 24 الماضية، ما أدى إلى تدمير أبنية يستخدمها مقاتلو التنظيم فيما قتلت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ثلاثة من المتشددين في ضربات جوية.
الحياة اللندنية