جويس كرم – الحياة اللندنية
أن يختار وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذكرى الرابعة للثورة السورية للانبطاح أمام “النظام السوري” وفتح دعوة التفاوض أمام من سبق أن قارنه قبل عامين بأدولف هتلر وصدام حسين، ففي ذلك هبوط جديد للديبلوماسية الأميركية وهيبة واشنطن الدولية، ولفتت إلى أن يتعامل بشار الأسد بفوقية مع دعوى كيري، فيما افترقت معه فرنسا وبريطانيا، ففي ذلك احراج واذلال للسياسة الأميركية، ورأت الكاتبة أن دعوة كيري الأسد إلى التفاوض لا تحمل بعدا استراتيجيا أو أفق حل للأزمة في سورية، لأنه ليس هناك استراتيجية أميركية وليس هناك أفق قريب للحل في نظر المسؤولين الأميركيين، وأوضحت أن كيري نفسه يبدل في الموقف والكلام بحسب العاصمة التي يتحدث منها، ففي الرياض، يدعو الى ضغوط عسكرية على “النظام السوري”، وبعد لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف يبادر إلى تأييد جهود موسكو، أما في واشنطن فيتراوح موقفه بين توعد الأسد أو “هتلر” كما وصفه في 2013 بالمحاسبة، أو الترحيب بتخليه عن الترسانة الكيماوية، منوهة إلى أن مواقف كيري في سورية هي نتاج الساعة والمنبر الخطابي، ويغيب فيها التنسيق مع البيت الأبيض وأيضا مع مكاتب الخارجية المنهمكة اليوم في توضيح كلامه وتأكيد أنه ليس هناك تغيير في الموقف من الأسد.