قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الثلاثاء إن الجهود الرامية لإنهاء الحرب السورية يجب أن تستمر على الرغم من قرار واشنطن تعليق المحادثات مع موسكو “لقرارها الطائش غير المسؤول” بدعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وعلقت الولايات المتحدة المحادثات مع روسيا يوم الاثنين فيما يتعلق بتنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا متهمة موسكو بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق لوقف القتال وضمان وصول المساعدات للمناطق المحاصرة.
وقال في كلمة ببروكسل “لن نتخلى عن الشعب السوري ولن نتخلى عن السعي وراء السلام … سنستمر في البحث عن وقف دائم وله معنى وواجب النفاذ للاقتتال في أنحاء البلاد – وهذا يتضمن وقف طلعات الطائرات القتالية السورية والروسية في مناطق معينة.”
وأضاف أن روسيا “غضت الطرف” عن استخدام الأسد “المؤسف” لغاز الكلور والبراميل المتفجرة بصورة بشعة وأنها تطبق سياسة الأرض المحروقة بدلا من الدبلوماسية.
وقال “كما تعلمون فإن هذه الحرب المأساوية زادت سوءا بسبب الفساد المطلق للنظام الذي لا يتردد في استخدام الغاز والكلور مخلوطين بمواد أخرى لقتل مواطنيه والذي يلقي براميل متفجرة على المستشفيات والنساء والأطفال.”
وتابع قوله “هناك أيضا قرار روسيا الطائش غير المسؤول بربط مصالحها وسمعتها بالأسد وهو رجل مسؤول عن تعذيب أكثر من عشرة آلاف شخص.”
وقال الوزير الأمريكي مقتبسا عن المؤرخ الروماني تاسيتوس قوله “يجعلونها صحراء ويسمون ذلك سلاما.” وقال كيري إنه لو كانت روسيا جادة بشأن السلام لتصرفت على نحو مختلف عما تفعله الآن في سوريا.
وتابع قائلا “روسيا تعرف تماما ما ينبغي لها فعله من أجل تنفيذ وقف (الاقتتال) وبطريقة عادلة ومنطقية.”
وذكر أن جميع الأطراف تتحمل مسؤولية إتاحة توصيل المساعدات الإنسانية مضيفا أن جماعات المعارضة كانت قد أبلغت الولايات المتحدة أنها وافقت على ذلك.
وسيجتمع وزراء خارجية أوروبيون يوم 17 أكتوبر تشرين الأول لمناقشة ما يمكن فعله لتحقيق السلام بعد أن اقترح الاتحاد الأوروبي خطة إنسانية جديدة خلال مطلع الأسبوع بالتنسيق مع الأمم المتحدة لمساعدة مدينة حلب المحاصرة.
لكن دبلوماسيا أوروبيا كبيرا قال إن احتمالات أن تغير روسيا استراتيجيتها ضئيلة وشدد على أن موسكو تلجأ للأساليب ذاتها التي استخدمتها في العاصمة الشيشانية جروزني والتي دُمرت في حربي (1994-1996) و (1999-2000) بأيدي القوات الروسية العازمة على بقاء الشيشان جزءا من روسيا.
وقال الدبلوماسي الكبير “هدفهم هو الدمار الكامل للمعارضة. لديهم رؤية شيشانية للأمر. أسلوبهم هو الإخضاع بالقوة.”
خيارات عسكرية
نقلت وكالات أنباء روسية عن شريك كيري في المحادثات نظيره الروسي سيرجي لافروف قوله إن موسكو ستواصل بذل الجهود لحل الأزمة السورية على الرغم من التعليق الأمريكي للمحادثات.
وذكرت متحدثة باسم مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا قال إنه يجري “مشاورات مكثفة” بشأن المضي قدما.
وقد تتسبب نهاية المحادثات في تفكير أمريكي أعمق في الخيارات العسكرية مثل تقديم أسلحة أكثر تطورا ودعما لوجيستيا وتدريبا لجماعات المعارضة.
لكن سرعة انهيار وقف إطلاق النار – بعد قصف قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة في سوريا – أخذت بعض المسؤولين الأمريكيين على غرة فيما يبدو تاركة إياهم من دون خطة واضحة بشأن الخطط الفورية للتحرك للأمام.
ويتجنب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الانخراط على نحو أعمق في الأزمة ويقول مسوؤلون أمريكيون إن من غير المرجح أن يفعل ذلك في ظل بقاء أقل من أربعة أشهر له في المنصب.
وقالت روسيا يوم الثلاثاء إنها نشرت نظام صواريخ إس 300 في قاعدتها البحرية في طرطوس في سوريا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية “الهدف من نشر بطارية الصواريخ هو ضمان سلامة القاعدة البحرية.. من غير الواضح لماذا سبب نشر إس 300 مثل هذا القلق بين شركائنا الغربيين.”
رويترز