أكّد الوزير الأمريكي جون كيري أمام مجلس الشيوخ أمس أن لإيران نفوذ في العراق وسورية ولبنان والبحرين وحتى اليمن إلا أنه وصف تنفذها داخل الأخيرة قائلاً “شديد الفعالية” بينما اعتبر الأسد “دمية” في يدها وحزب الله “مقاولين” يعملون لصالحها، بينما قال عن علاقتها بالأوضاع في البحرين “لديهم تأثير، لست متأكداً إلى أي حد لكننا نعلم أن لديهم علاقة مع الشيعة هناك”.
وقال الوزير الأمريكي أثناء شهادته أمام لجنة التخصيصات المالية في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم أمس إن “الدول العربية لا تريد أن تدع سورية تسقط في يد إيران وأن هذه الدول قلقة من تدخل إيران في المنطقة”، بحسب المحضر المنشور لجلسة الاستماع.
وأشار الوزير إلى أن قوات التحالف الدولي لمحاربة ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” تمكنت من “إخراج (القتل أو الأسر) آلاف من قيادات داعش من ميادين القتال، ونحن نبذل جهوداً لتقييد عوائدهم (المالية) وإيقاف تجنيد المقاتلين الأجانب ونحن مشتركون في تفنيد الرسائل الإرهابية على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من القنوات”.
واستعرض الدبلوماسي الأمريكي وضع التنظيم في سورية قائلاً: “هنالك ازدياد طفيف في تواجد داعش في سورية، ولا أستطيع أن أصف ما يحدث هناك (ازدياد عددهم) على أنه تقدم كبير لهم، لقد تم إيقافهم”، معتبراً ما حدث في كوباني دلالة على ذلك “عملنا بشكل دبلوماسي مع الأتراك والكرد ومكنّا البيشمركة من العبور خلال ممرٍ إلى كوباني والانتشار هناك، وبفضل استمرار الضربات الجوية والجهود المشتركة اضطرت داعش إلى الاعتراف بأنها خسرت (كوباني)، لقد هزموا، وقد خسروا 1000 مقاتل هناك”.
وأردف كيري قائلاً “حسب اعتقادي فإن الأشهر القادمة، بحسب تقييمي، سيمكن زيادة الضغط على نظام الأسد بشكل كبير”، متوقعاً أن يكون لبرنامج وتدريب المعارضة السورية المعتدلة التي من المفترض بدئه في الربيع أثر كبير في تغير موازين القتال في سورية إلا أنه أكد أن زيادة أعداد داعش في سورية ناتج عن “مع بدء التدريب في العراق وبناء الثقة (في القوات الأمنية)، فهم (داعش) يُدفعون باتجاه سورية”.
وحذّر كيري من إطلاق أحكام بخصوص اتفاقية مع إيران حول ملفها النووي، قائلاً: “إنها لم تعقد بعد”.
وبخصوص الميزانية المخصصة لوزارته “أدعو الناس إلى الانتظار وأن يروا ما ستتمخض عنه المفاوضات، فمنذ عام 2013 ونحن ندرس إذا ما كنا نستطيع تحقيق هدفنا (نزع قدرة إيران على التسلح النووي) عن طريق الدبلوماسية، لا أعلم ذلك بعد لكنها أكثر الطرق فعالية لحل المشكلة وسوف نثبت هذا خلال الأسابيع والأشهر المقبلة”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في وقت سابق من يوم الثلاثاء إن “هنالك صفقة أبرمتها مجموعة 5+1 مع إيران يُسمح بموجبها إنتاج أسلحة نووية في المستقبل”.
إلا أن وزير الخارجية الأمريكي شدد في شهادته أمام المجلس اليوم على عدم صحة الشائعات التي تتداولها وسائل الإعلام في اليومين الأخيرين، قائلاً: “ليس بإمكاني التأكيد أكثر مما فعلت، سياستنا هي أن إيران لن تحصل على سلاح نووي”، مشيراً إلى أن كل من يتحدث عن صفقة مع إيران “لا يعلم شيئاً عن الصفقة لأنه ليست هنالك واحدة بعد”.
واستطرد متحدثاً عما استطاعت مجموعة 5+1 إنجازه بقوله “أوقفنا تقدم البرنامج النووي لطهران، أطلعنا على مجرياته بشكل غير مسبوق، ونتوقع أن نعرف قريباً إذا ما كانت إيران ترغب في وضع خطة مقبولة وقابلة للمتابعة”.
ورفض كيري الحديث عن قدرة إيران على إنتاج صواريخ عابرة للقارات، مؤجلاً ذلك لجلسة سرية.
المصدر: الأناضول