تعيش الولايات المتحدة فصولا متوالية من المحنة التي يسببها وباء كورونا؛ إذ تظهر أحدث البيانات أن أكثر من عشرين مليون أميركي فقدوا وظائفهم خلال شهر واحد، في حين أعلنت سبع ولايات تمديد إجراءات إغلاق الحياة العامة حتى منتصف مايو/أيار المقبل.
وفي أحدث تقاريرها، قالت وزارة العمل الأميركية اليوم الخميس إن 5.2 ملايين أميركي تقدموا خلال الأسبوع الأخير بطلبات للحصول على إعانة البطالة الحكومية، مما يرفع العدد الإجمالي لأصحاب هذه الطلبات في شهر واحد إلى أكثر من عشرين مليون شخص.
وخنقت الإجراءات المشددة التي اتخذتها الولايات المتحدة لمكافحة فيروس كورونا المستجد القطاعات الاقتصادية في البلاد بدرجة لم تشهدها منذ الكساد الكبير الذي وقع قبل نحو قرن من الزمان.
في غضون ذلك، أعلنت سبع ولايات في شمال شرق البلاد تمديد إجراءات الحجر الصحي العام لاحتواء وباء كورونا حتى 15 مايو/أيار القادم، وذلك رغم أنباء عن استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعلان إنهاء تلك الإجراءات في بعض الولايات الأقل تضررا بالوباء.
وكان ترامب رجح أمس الأربعاء أن تكون بلاده اجتازت ذروة تفشي وباء كورونا، وقال إنه سيعلن الخميس إجراءات جديدة تتعلق بتدابير فتح الولايات مجددا أمام الأعمال والحركة الاقتصادية.
وأكد ترامب أن بعض الولايات ستفتح قبل الأول من مايو/أيار القادم، وأشار إلى أن بلاده أحرزت تقدما كبيرا في مجال الأدوية المستخدمة لعلاج المصابين بالفيروس.
والولايات المتحدة هي أشد بلدان العالم تضررا بفيروس كورونا المستجد؛ فقد تجاوز العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في أراضيها 641 ألفا، توفي منهم أكثر من 31 ألفا.
انتقادات أميركية للصين
في غضون ذلك، عزز المسؤولون الأميركيون اتهاماتهم للصين بالمسؤولية عما آلت إليه الأمور منذ ظهور الفيروس بادئ الأمر في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر اليوم الخميس إنه يعتقد أن قادة الصين يضللون ويعتمون بشأن تفشي الفيروس.
وصرح إسبر -في برنامج “توداي” على شبكة إن.بي.سي- بأنه يجد صعوبة في تصديق المعلومات الواردة من الحزب الشيوعي الصيني الحاكم، وأضاف “إنهم يضللوننا، تكتموا على الأمر في أوائل أيام هذا الفيروس؛ لذلك ليست لدي ثقة كبيرة حتى في أنهم يخبروننا الحقيقة الآن”.
وكان ترامب قال أمس الأربعاء إن حكومته تحاول معرفة إن كان فيروس كورونا المستجد تم تخليقه في مختبر بمدينة ووهان.
وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية الأميركي إن على الصين التحلي بالصراحة.
تحقيق أميركي
وجاءت تصريحات المسؤولين الأميركيين بالتزامن مع تقرير لشبكة سي.إن.إن نقلت فيه عن مسؤولين بأجهزة الاستخبارات والأمن القومي الأميركية قولهم إن الحكومة الأميركية تبحث في احتمالات أن يكون فيروس كورونا المستجد نشأ في مختبر صيني، وليس في سوق للحوم الحيوانات البرية والأسماك، كما تقول الصين.
غير أن هذه المصادر شددت على أنه من المبكر الخروج بأي استنتاجات من هذا التحقيق.
الصين تنفي الاتهامات
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس إن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها لم تجد أي دليل على أن فيروس كورونا المستجد أُنتج في أحد المختبرات.
وقال المتحدث باسم الوزارة تشاو لي جيان -في مؤتمر صحفي- إن مسؤولي المنظمة العالمية “قالوا مرارا إنه لا يوجد دليل على أن فيروس كورونا المستجد تم تخليقه معمليا”. لكن المتحدث لم يعقب مباشرة على تصريحات ترامب في هذا السياق.
وعالميا، لا يزال الوباء يعصف بدول عديدة، وتجاوز مجموع حالات الإصابة المؤكدة مليونين ومئة ألف، وتم تسجيل أكثر من 140 ألف وفاة، في حين تعافى أكثر من 532 ألف مصاب، وفقا لأحدث إحصاءات نشرتها جامعة جونز هوبكنز مساء اليوم الخميس.
أوروبا ما زالت في عين العاصفة
وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغ إن الدول الأوروبية لا تزال في عين العاصفة مع اقتراب عدد المصابين بفيروس كورونا فيها من عتبة المليون.
كما نبّه إلى أن أي تخفيف للقيود التي فُرضت للحد من تفشي الفيروس يجب أن يتم بشكل تدريجي.
وكانت عدة دول أوروبية بدأت تخفيف بعض إجراءاتها؛ إذ قامت بفتح جزئي للمدارس وبعض المحلات التجارية.
وأودى الفيروس بحياة أكثر من تسعين ألف شخص في أوروبا، أي أكثر من 65% من مجمل الوفيات في العالم، حسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الخميس.
وبهذه النسبة للوفيات إلى إجمالي المصابين، تبقى أوروبا القارة الأكثر تضررا بفيروس كورونا المستجد
طوارئ في عموم اليابان
قررت الحكومة اليابانية توسيع حالة الطوارئ، لتشمل جميع أنحاء البلاد، في ظل ارتفاع حاد في عدد الإصابات بفيروس كورونا.
وكان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أعلن الأسبوع الماضي حالة الطوارئ في سبع ولايات فقط، تضم طوكيو وأوساكا وخمس مدن كبيرة. ودعا آبي حينها لتخفيض التواصل بين الناس بنسبة تصل لـ80% لمنع انتشار الفيروس. لكن عدد الإصابات استمر في الارتفاع ليتجاوز حاليا 8700 إصابة، كما سجلت البلاد نحو 180 وفاة.
نقلا عن الجزيرة