فيروس “كورونا” يضع نظام بشار الأسد في سوريا أمام تحديات كبرى.. إذ أخذ يتفشى بشكل كبير بصفوف عناصر الميليشيات الإيرانية، المنتشرة في مناطق سيطرة النظام.. والتي على تماس مباشر مع المدنيين.. مما يعني انتشار فيروس “كورونا بين صفوف المدنيين.
أرقام صادمة
أكد مصدر خاص لـ “أنا برس” مقيم في مدينة دير الزور، وعلى صلة قريبة بالميليشيات الإيرانية،(فضل عدم ذكر اسمه) بإصابة ما يقارب 430 من عناصر الميليشيات الإيرانية المنتشرة في شرق سوريا بفيروس “كورونا” خلال الأيام الماضية.. مشيرا أن الإصابات موزعة على كل من “لواء فاطميون” الأفغانية و”زينبيون” الباكستانية و”الحشد الشعبي” العراقية، الأكثر انتشار في شرق البلاد.
وأفاد المصدر بأنه تم نقل ما يزيد عن 100 من المصابين من قبل الحرس الثوري الإيراني إلى العراق لتتم معالجتهم هناك.. مضيفا بأن من تم نقلهم إلى العراق هم ذوي الجنسية الإيرانية وجنرالات من رتب عالية في الحرس الثوري ومقاتلين من عناصر الحشد العراقي.. حيث تم منعهم من السفر إلى إيران أو الحصول على إجازات.
أما باقي المصابين من عناصر الميليشيات الإيرانية (الذين ليسوا من الحرس الثوري أو من الحشد العراقي) – وفق المصدر- فأنه يتم معالجتهم في معسكرات مغلقة في ريف دير الزور الشرقي.. كما يتم معالجتهم أيضا في مشفى الزهراء الإيراني في شرق دير الزور.
وحول اختلاط هؤلاء المصابين مع المدنيين الموجودين في مناطق سيطرة هذه الميليشيات، لفت المصدر بأنه ليس هناك من يستطيع ردعهم بعدم الاختلاط.. وللأسف قد يكون هناك الكثير من المدنيين من أصيب بالعدوى في دير الزور وريفها.. إذ أننا نتكلم عن المئات المصابين من الميليشيات الإيرانية مع كثافة سكانية هناك. على حد تعبيره.
حافلات “حجيج” تدخل من معبر القائم
الصحفي المعارض صهيب الجابر يقول لـ “أنا برس” بداية انتشار “كورونا” كانت مع دخول قوافل مما تسميه الميليشيات “الحجيج” إلى الأضرحة التي أنشأتها الميليشيات الإيرانية في مناطق السويعية وعين علي والجلاء وغيرها في ريف محافظة دير الزور الشرقي.
ومنذ شهر تقريباً دخلت حافلات تقل مواطنين عراقيين من معبر القائم باتجاه مدينة دير الزور.. وعند الكشف عليهم “فحص حرارة الجسم” اشتبه بإصابتهم بالفيروس، رفض المقاتلين من ميليشيات عراقية مرافقة الحافلة.. واصطحاب من فيها للكشف والحجر الصحي ثم تطور الأمر لعراك بين ميليشيات لم يمنع دخول الحافلة إلى المحافظة. وفق الجابر
وتابع الجابر، وبحسب مصادره في مدينة دير الزور، توجهت هذه الحافلة لاحقاً إلى دمشق وبقي عدد ممن فيها في ديرالزور، وبدأت العدوى تنتقل في المنطقة حتى وصلت لعدة محافظات في سوريا، وهنا نتحدث عما جلبته الميليشيات حصراً وليس عن الطرق الأخرى التي جعلت من الفيروس يتفشى كالقادمين جواً من إيران إلى دمشق والذين تم حجر عدد كبير منهم في العاصمة والكشف عن إصابات بين صفوفهم.
بالعودة لديرالزور، أكد الجابر بأن هناك أكثر من 200 إصابة بين الأرياف والمدينة، عدد منهم محتجز في أقصى شرق المحافظة، تحديداً في السويعية في مدرسة، وفق مصادره، وعدد آخر في المشافي التابعة لنظام الأسد والتي لا تحمل من معنى كلمة مشافي سوى الاسم.
هؤلاء القادمون من العراق وقبلها إيران، نقلوا العدوى لعدد من المدنيين في ديرالزور، وما يزال الوضع يتفاقم حتى اللحظة، قد تكون العدوى منتشرة بين العشرات دون أن يشعروا بذلك نظراً إلى أن فترة حضانة الفيروس تصل أحياناً إلى 14 يوماً.
الروس : ابتعدوا عن المليشيات الإيرانية
كشف مصدر خاص لـ “أنا برس” وهو مجند من داخل قوات النظام؛ (رفض الكشف عن اسمه) عن وجود عشرات الحالات المصابة بفيروس كورونا ضمن ثكنة “القطيفة” بريف دمشق.
يقول المصدر في حديثه لـ “أنا برس”؛ “بعد تفشي الوباء في صفوف العناصر بثكنة القطيفة، ورغم أن عمليات التعقيم والفحوصات مستمرة، جاءت مروحية وأخذت جميع الخبراء الروس المختصين بصواريخ سكود المطورة حديثاً؛ ونبه الروس ضباط النظام بالابتعاد عن العناصر والضباط الإيرانيين بشكلٍ تام؛ حيث خُصص لهم ثكنات نوم ومطبخ داخل مستودعات خلف السكنة بعيداً عن ثكنة القطيفة بمسافة أكثر من 1 كم، ذلك بعد إثبات انتقال العدوى من العناصر الإيرانيين الى المجندين السوريين بعد الاختلاط في مساكن المبيت والمطبخ”.
خطوات متأخرة
تجدر الملاحظة بأن المعلومات التي تم ذكرها عن أعداد المصابين هي فقط في دير الزور وريفها الشرقي وفق مصادرنا الخاصة هناك.. مع العلم أن الميليشيات الإيرانية منتشرة بكثافة كبيرة في دمشق وريفها وفي أحياء حلب والتي لا نعلم أعداد المصابين في تلك المناطق في ظل تكتم شديد من قبل نظام الأسد.
وكشفت صحيفة “كيهان لندن” الإيرانية المعارضة التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، إن أولى إصابات فيروس كورونا كانت في صفوف عناصر مليشيا فاطميون التي يشكل قوامها الأساسي مرتزقة أفغان.. مشيرة إلى إصابة 90 عنصرًا من الميليشيات الإيرانية المتمركزة في منطقة “السيدة زينب” جنوبي العاصمة دمشق بفيروس كورونا
وفي تاريخ 17 مارس من الشهر الماضي قرر نظام الأسد إغلاق مقامي “السيدة زينب” و ” السيدة رقية” في دمشق، بوجه الزوار في إطار الإجراءات المتبعة لمواجهة انتشار فيروس كورونا.
واعتبر متابعون للشأن السوري أن هذه الخطوة متأخرة جداً، خاصة بعد الزيارات المتعددة للسياحة والحج من إيران والعراق، حتى بعد إعلان الدولتين عن تفشي المرض فيهما.
والجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية حذَّرت من خطورة الإيرانيين الوافدين إلى سوريا، واعتبرتهم من أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى تفشي “كورونا” في البلاد.
نقلا عن انا برس