بعد انقطاع دام أكثر من 13 عاماً، شهدت دمشق مؤخراً عودة التيار الكهربائي المتواصل لمدة 24 ساعة، لثلاثة أيام فقط. هذا التحسن المفاجئ، وإن كان قصير الأمد، أعاد إلى الأذهان ذكريات أيام مضت وأحدث تغييراً ملحوظاً في الروتين اليومي لسكان العاصمة.
تحدثت السيدة هدى محمد عن التحديات التي واجهتها سابقاً بسبب انقطاع الكهرباء، مثل صعوبة أداء المهام المنزلية الأساسية كالاستحمام والطهي. وعبرت عن مدى الارتياح الذي شعر به الأهالي لعودة الكهرباء، مما أتاح لهم استغلال الوقت المتاح في إنجاز الأعمال الضرورية، خاصة للموظفين منهم.
فرحة وفاتورة
من جهة أخرى، وصفت مها دياب هذه العودة بأنها “بهجة مشروطة”، حيث أسرع الناس في تشغيل أجهزتهم الكهربائية. لكن هذا الحماس سرعان ما خف مع تذكر حجم الفاتورة المتوقعة، مما أثار قلقاً من الأعباء المالية المستقبلية. فقد بات الناس يتوقعون أن تتحول هذه الفرحة المؤقتة إلى مصدر قلق عند صدور الفواتير.
عودة التقنين
لم تدم هذه الأيام الثلاثة من الكهرباء المستمرة طويلاً، حيث أكد قيس أسعد أن الوضع عاد إلى سابق عهده، وأن التقنين عاد ليصبح واقعاً. مما يشير إلى أن هذه المشكلة الأساسية لا تزال قائمة، وأن التحسن الذي شهده السكان كان مؤقتاً.
ومن جهته كتب وزير الطاقة ،محمد البشير، عبر حسابه في منصة X:
“كان شعور أبناء سوريا عندما أضاءت منازلهم بالكهرباء ليومين متتاليين ، وإن كان ذلك ضمن خطة تجريبية لأهداف فنية تتعلق بالشبكة والحمولات ، أشبه بعودة نبض الحياة إلى قلوبهم، ذلك الفرح الصادق الذي لاح في عيونهم، لم يمرّ علينا مروراً عابراً، بل أشعل في داخلي وفي داخل فريق عملي شعلةً من الإصرار والعزم. وجعلنا نؤمن أن الوصول إلى تشغيل مستمر لمدة ٢٤ ساعة دون تقنين ليس حلماً بعيداً، بل هدفٌ يستحق أن نضاعف من أجله كل جهدٍ ممكن.”
يبقى السؤال حول مستقبل الكهرباء في سوريا مفتوحاً، وما إذا كانت هذه الأيام الثلاثة ستكون مجرد بصيص أمل مؤقت، أم أنها تمهد لتغييرات أوسع في توفير الطاقة للمواطنين.









