لم يصلب المسيح هنا، بل صلبت امرأتان وطفلة بشكل وحشي، ولم يكن ذلك في تاريخ قديم؛ بل إنه تاريخ للمستقبل، والتاريخ يسجل أنّ ذلك الإجرام الروسي باركته الكنيسة الروسية.
فالمفارقة أنّ الطيران الروسي لم يستثن بقصفه حتى كنيسة “السيدة العذراء” التي تتوسط مدينة إدلب، وأردى فيها نساءً وأطفالاً بين قتلى وجرحى.
وقد شنّ الطيران الروسي يوم الأربعاء الماضي (10 آب) غاراتٍ استهدفت كنيسة السيدة العذراء وسط مدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل امرأتين وطفلة، إلى جانب عدد من الجرحى جميعهم مدنيون، ودمارٍ هائل في الكنيسة وجوارها.
وتعود هذه الكنيسة للروم الأرثوذوكس، وتقع في شارع الكنيسة وسط مدينة إدلب، بنيت عام 1886م، بـ “فرَمان” من السلطان العثماني “عبد الحميد الثاني”، يرتادها نحو ألف عائلة مسيحية تعيش في مدينة إدلب.
وسجلت الكنيسة التي يرعاها “الأب ابراهيم فرح” والقائمين عليها موقفاً مناصراً للثورة السورية منذ بدايتها، لتدفع ثمنه غالياً، حالها كحال المساجد التي طالها الاستهداف المباشر من الطيران الروسي الذي باركته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، واصفةً هذا العدوان بـ “الحرب المقدسة”.
وللمفارقة أيضاً؛ فإن “بابا” الكنيسة الأرثوذكسية التي باركت هذا العدوان أوضح في تصريحاته نهاية سبتمبر/ أيلول 2015 بأنّ “الشعب الأرثوذكسي لاحظ العديد من حوادث العنف ضد المسيحيين بالمنطقة”.
وإلى جانبه “فسيفولد شابلين” -أحد أبرز مسؤولي الكنيسة- الذي قال: “إن القرار الروسي يأتي لحماية الضعفاء مثل المسيحيين في الشرق الأوسط، الذين يتعرضون لحملة إبادة، فكل حرب ضد الإرهاب هي حرب تتمتع بميزة أخلاقية ويمكن حتى تسميتها حربا مقدسة”.
وخلال أكثر من عام على بداية العدوان الروسي المباشر على سوريا بات واضحاً أنه لا يعرف سوى لغة الإجرام والدم، والتي تتقنها طائراته التي يستخدمها مع حليفه “الأسد” منذ بداية الثورة السورية بالدعوى ذاتها؛ الحرب على الإرهاب.
أمية برس