ليست قصة مسلسل أو حكاية فيلم أو أسطورة نسجت في خيال .
بل هو واقع يختصر واقع آلاف أقرانها من النساء ، اللائي فقدن أزواجهن في ظل الحرب الدائرة في سوريا منذ سبعة أعوام حتى يومنا الحاضر .
ميساء 20 عام من مدينة ادلب تقول : ” لم أكن أشعر بلذة الحياة ، منذ كبرت لا أب ينصحني ولا أخ يسندني ولا أخت تواسيني ولا أم أضع رأسي على كتفها عندما تضيق بي الحياة ”
وتكمل : “حتى جاء حلمي وحلم كل فتاة ورغبتها في الزواج بعد صبر طويل ومصارعة من أجل الصمود ” وفقاً لدراسة بحثية أعدّتها مراكز دراسات ، بلغ عدد ضحايا جرائم النظام السوري أكثر من 350 ألف شهيداً 68% منهم من الذكور، كما بلغ عدد المعتقلين أكثر من 250 ألف معتقل، أما المفقودين فقد تجاوز عددهم الـ 100 ألف، فيما بلغ عدد اللاجئين والنازحين أكثر من 12 مليون إنسان، وبهذا أصبح ما يقارب 130 ألف عائلة بدون معيل بسبب الفقد أو الإعاقة أو الهجرة
إلا أن القدر يحتم على ميساء الواقع الحزين وإن اسعدها ساعة فيعقبها ساعات وساعات من الحزن والأسى والألم .
تقول ميساء : ” تقدم الشاب لخطبتي من عمي الذي أقطن عنده في البيت ،وقد كان رجلا ظالما متجبرا ، عديم الرحمة والشفقة ، إلا أن عمي وضع له شروطا تعجيزية وطلب نقدا بالغا فما بدر من الشاب الا القبول ”
تزوج ناصر من ميساء وبعد مرور شهرين ونصف بدأ حلمهم بالتحقق بإنجاب طفل صغير يملأ حياتهم سعادة .
بدأت المعارك في فكان ناصر من المودعين لزوجته وهي في شهرها الرابع من حملها فأخبرها أنّه إما سيعود رافع الرأس او سيرفع رأسها بين الناس بنبأ استشهاده .
بحسب الشبكة السورية لحقوق الانسان فإن عدد النساء اللواتي فقدن أزواجهن وصل لأكثر من 17 الفا وهناك اكثر من 15 الف امراة تعتبر ازواجهن في عداد المفقودين قسريا .
واليوم بحسب الأمم المتحدة بعد موجة القتل المتزايدة في سوريا وفقدان النساء لأزواجهن فإن واحدا من بين كل 3 منازل في سوريا المسؤول عنه امرأة ,
تقول ميساء : ” جاءني خبر استشهاده ، فلم أصدقهم ، فأنا لم أرتكب أي ذنب في حياتي حتى أعاقب بهذه الطريقة ، لكن مواساتي هي طفلي الذي احتويه في داخلي فقد كنت انتظره بالأيام والساعات والدقائق ”
ببالغ الأسى تقول : ” وفي حين ولادته أخبرتني الدكتورة أن جنيني قد أصابته جلطة قلبية وغادر الحياة !!!! ”
وتضيف :”يا صغيري اذهب وقبّل يدي جدك وجدتك ، وعانق أباك فهناك كلهم بانتظارك ، أما عني أنا فالقدر يحتم عليّ وحدتي ! ”
المركز الصحفي السوري – أسيل أبرص