بحسبة بسيطة لما يلزم أن يصرف في الشهر الوحد للمواطن السوري تجد أنه يحتاج لأكثر من 75 ألف ليرة تقريبا، أي حوالي 125 دولار في الشهر الواحد حتى يكون على خط الفقر لكن في الحقيقة أن أعلى راتب للمواطن في سوريا هو 75 ألف للوزير حسب ما أكدت صحيفة تشرين، أما الموظف في الدوائر الحكومية يصل أحيانا إلى 50 ألف ليرة بعد خدمة لأكثر من 20 عاما.
من المواد التي لا يمكن أن تستغني عنها في حياتك اليومية هي الماء والخبز والكهرباء، ففي المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام غالبا ما يكون نوعية الخبر رديئة ولا تحتمل البقاء لليوم الثاني ليستبدلها معظم المواطنين بالخبز السياحي الذي تصل سعر الربطة منه إلى 125 ليرة سورية، في حين أن ربطة الخبز العادي من الأفران تصل لحوالي 40 ليرة سورية.
أما المياه التي تعاني من انقطاع متكرر، وشح في تأمين المياه الصالحة للشرب والتي يصل سعر اللتر في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام حوالي 35 ليرة، يعتبر هذا المبلغ مرتفع بالنسبة لاستهلاك الشخص الواحد ليصل سعر الماء المخصص للاستخدامات اليومية حوالي 2500للألف لتر تقريبا، التي تكفي بالعادة العائلة من أسبوع حتى 10 أيام. أما الكهرباء التي هي عصب الحياة، فالحكومة تبرر التقنين أو الانقطاع لمدة أيام المفروض على المواطنين، بكثير من الأسباب منها العصابات المسلحة، وانقطاع في الغاز، وأعطال بسبب قصف العصابات إلى آخره من الحجج التي سئم منها المواطن ليجد بديلا عنها في تشغيل المولدات المنتجة للكهرباء والتي تتراوح قدرتها من 1000واط وحتى 10000واط، ليكون عبئا آخر، فمثل هذه الأدوات تكلف ما بين إصلاحها لكثرة أعطالها وما بين المازوت أو البنزين الكثير، فكل لتر من البنزين الذي يصل سعره حوالي 250ليرة يكفي لتشغيل ساعة كهرباء فقط.
لا تستمر الحياة هكذا فالمواطن بحاجة لكثير من الأمور ما يبن طعام من خضار ومواد تموينية، كما أنه بحاجة لدواء، و لكثير من الأمور التي لا يمكن أن يستغني عنها، ففي الخمس سنوات الماضية استطاع المواطن التكيف مع الأوضاع، ليستغني عن كثير من المأكولات وكثير من الألبسة ليستبدلها بمحال البالة التي لاقت إقبالا ورواجا كبيرا، بعد أن كان لا يرتادها إلا القليل. أثبت الشعب السوري خلال الحرب أنه قادر على تسيير أموره مهما ارتفع الدولار، فمع بدء الثورة السورية كان يعادل 50 ليرة سورية ليصبح بعد مرور خمس سنوات 10 أضعاف، فيرتفع معه كل شيء تقريبا.
أخيرا بعد استعراض ما يلزم الشعب السوري للبقاء على قيد الحياة دون الحاجة لإحصائيات أو دراسات لوجدت أن أكثر من ثلاث أرباع الشعب السوري تحت خط الفقر، وكثير منهم يعيش على الخبز وما يتم تأمينه بشكل يومي، طبعا نحن لا نتحدث عن من هم محاصرون فهم حالة خاصة أجبرهم النظام على الجوع والحرمان من أبسط حقوقهم.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي