كلية المدفعية ثكنة عسكرية رئيسية في حلب، تضم كليات ومنشآت متعددة، اعتمد عليها النظام السوري لعقود في عملياته العسكرية ضد معارضيه تحديدا، تمتد على سبعة كيلومترات، شهدت في أغسطس/آب 2016 عملية هجوم واسعة قادتها كتائب المعارضة أطلق عليها عملية “إبراهيم اليوسف”.
الموقع
تقع الكلية على تلة الراموسة جنوب حلب، وتطل على طريقي حلب الرقة، وحلب حماة، وتمتد على مساحة تصل إلى سبعة كيلومترات طولا ومثلها عرضا، وتتحكم بقصف في جميع الاتجاهات وبعمق أربعين كيلومترا.
والكلية قريبة من مستودعات خان طومان المخزون الأساسي للجيش، وتستطيع تأمين الرمي المباشر حتى قلعة حلب ومطار النيرب ومعظم مناطق محافظة حلب.
وكلية المدفعية تسميتها الصحيحة هي “معسكرات سيف الدولة على تلة الراموسة” وتضم كلية المدفعية، وكلية التسليح، والمدرسة الفنية الجوية، والمعهد الملاحي الجوي، ومستودع التعيينات، واشتهرت بتسمية كلية المدفعية كونها الكلية الرئيسية فيه.
كما تضم مستودعات وملاجئ ومطاعم ومستوصفا عسكريا ومستشفى ميدانيا، وبإمكانها استيعاب ثلاثة آلاف مقاتل، وتعد المورد الرئيسي للنظام السوري من الضباط.وبحسب العميد الركن أحمد خالد بري، تكمن قوة كلية المدفعية في العتاد الموجود فيها (كتيبة البيانات وفيها 24 مدفعا عاديا عيار 122 ملم)، بالإضافة إلى العتاد المخصص للتدريب، وتضم أيضا قواعد إطلاق الصواريخ.
هجوم “اليوسف”
شهدت الكلية تحولا مفصليا في الخامس من أغسطس/آب 2016 بعد سيطرة قوات المعارضة السورية على أجزاء كبيرة منها، حيث بدأ الهجوم -الذي أطلق عليه “عملية إبراهيم اليوسف”- بعربة مفخخة يقودها مقاتل من جبهة فتح الشام فجر نفسه في كلية التسليح، واستمر الهجوم على الكلية الفنية الجوية -التي تعتبر البوابة الأولى لدخول قوات المعارضة- وأدى إلى مقتل عناصر من قوات النظام وتدمير آليات تابعة لها.
وجاءت عملية السيطرة على حي الراموسة على الأطراف الجنوبية لفتح طريق إمداد نحو الأحياء التي تسيطر عليها في شرق وجنوب شرق حلب من جهة، وقطع طريق إمداد رئيسي لقوات النظام في الأحياء الغربية من حلب من جهة ثانية.
وقد جمع اليوسف قرابة مئتي ضابط ذكرت مصادر إعلامية معارضة للنظام أنهم كانوا ينتمون للطائفة العلوية في الـ16 من يونيو/حزيران 1979 وصفاهم برفقة صديقه عدنان عقلة.وقد أطلق على هجوم كلية المدفعية اسم “عملية إبراهيم اليوسف”، وهو نقيب سابق في الجيش السوري انضم لتنظيم “الطليعة المقاتلة” التي انشقت عن جماعة الإخوان المسلمين وأسس منهجها مروان حديد واتخذت منهج العنف المسلح وسيلة لمحاربة النظام.
كما نفذ عملية “باص مدرسة المدفعية” عام 1980 وقتل 45 ضابطا، وقد لقي مصرعه على أيدي النظام في حلب عام 1980، وسارع النظام إلى اتخاذ ما قام به اليوسف حجة لإصدار قانون يقضي بإعدام كل من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، والذي مهد لمجزرة حماة عام 1982 على الرغم من أن الجماعة نددت بما قام به اليوسف وتبرأت منه واعتبرته عملا فرديا.