عندما تقف أمام المرآة صباحاً وتتمعن في قسمات وجهك وذاكرتك المتعبة من صور الدمار والقصف وأهوال النزوح، وتبتسم رغم ذلك، فأنت تفعل المستحيل أيها السوري الرائع المهجر في بلاد الله الواسعة..
أنت ملح الأرض أينما حللت، نشرت الإبداع ونلت التقدير..كم مرة طالعتنا وسائل الإعلام بنجاحات حققها أبناؤنا السوريون في بلاد النزوح.. تحصيل علمي وتكريم وانجازات ..طالبة سورية الأولى على منطقتها في الثانوية العامة بألمانيا, طبيب ينال وسام الاستحقاق الفرنسي وآخر يترشح للانتخابات في هولندا وفي تركيا قصص لا تحصى لطلاب سوريين نالوا الدرجات الأولى في جامعاتهم .
كم نشعر بالفخر ونحن الأضعف في معادلة الوجود والبقاء حين نرى أبناءنا المنتشرين في بقاع الأرض ينحتون من صخور المأساة تماثيل نجاح لم نعهدها في سوريا، التي دأب نظامها على الإفساد والتجهيل ودفن المواهب والطاقات البشرية، كما دفن البيوت والكثير من أحلام الناس.
موجات النزوح السورية لم تنته ولن تنتهي مادامت شهوات التوحش والقتل تنتاب النظام السوري بين الحين والآخر، تغذيها المخاوف من مطالبتهم بالحرية وإسقاط النظام الطائفي الأمني .
الأرقام الرسمية للأمم المتحدة لا ترصد بدقة عدد السوريين المهجرين بل هم يزيدون عليها كثيرا في الواقع، فتقرير الأمم المتحدة الأخير حول اللاجئين والنازحين السوريين يظهر أن هناك ما يزيد من 6.6 مليون لاجئ مسجل في الدول المجاورة لسوريا أو بلدان أخرى .
..فيأيها السوري الرائع اللاجئ ابتسم أمام المرآة صباحاً فأنت أمام إنسان مميز وقوي وناجح.
محمد مهنا
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع