قال هو كتاب لأشير به على السيارات المارة لعلها تعرفني معلم فتقف لي، ويكمل “أحمد” وهو معلم
في “يازبرار” قرية شمال إعزاز، كانوا قديما يقولون، “كالوك شحادة” عن القماشة التي يسأل المحتاج بها الناس،
أمّا أنا فأسميت كتابي هذا “كالوك الهوب هوب”، فلا عمل لي في الكتاب، سوى أن أشير للسيارات.
المعلم الرياضي والحساب
أقطع يوميًا ما يزيد عن عشرة كيلو مترات، بين مدرستي وسكني، أمشي منها ثلاثة أو أكثر، حسب ما يقف أحدهم،
وغالبًا ما أعلم تلاميذي حسابات الطرح والجمع، على مشيتي وركوبي، فإن أردت الذهاب بدراجة نارية لا يكفيني الراتب ثمن بنزين.
رسائل:
ويقول أحمد، بدأ الشتاء وتزداد معاناة الذهاب والعودة ولكن أحب أن أوجه الرسالة التالية
“السيد المسؤول عن خصم خمس راتبي
تحية طيبة وبعد
إنّ قرارنا بالإضراب عن التعليم كان لمصلحة طلبة المدارس، قبل أن يكون لزيادة راتبنا، فأنت تعلم عقبات التعليم
بنظام شهادة المجالس، وقد فك الإضراب وبالتأكيد، إن كنت مدير تربية بحق، شاهدت شريحة من الصف العاشر
التي وصلت إليك، هؤلاء نتاج تاسع بلا شهادة، نصفهم أنصاف أميون، لا يجيدون مبادئ الحساب،
والسبب أنت تعرفه أكثر مني، النظام التعليمي القائم، المسمى ممنوع الرسوب، وبالتأكيد شاهدت عينة
من خريجي بكلوريا المجالس، في مسابقات تعيين الأساتذة الجدد، بالتأكيد أخبروك أن أكثر من نصف المتقدمين
لا يعلمون ما هو مجموع زوايا المثلث، ولا يعرفون كيف ترسم الهمزة المتوسطة، على كل حال،
لن أموت من الجوع بخصم الراتب كله، ولكن تأكد، سيموت جيل من الأمية بهذه القرارات التعسفية”.
أنهى المعلم أحمد كلامه، وقال للسائق، زكاتك ع اليمن، وقفت السيارة ونزل المدرس بعدما رمى كالوكه
كما وصف في حومة ماء، لم يشاهدها المعنيون عن الظعائن الآمنة، كما شاهدوا إضرابات المعلمين حسبما ذكر.