قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية: إن جهود رئيس وزراء بريطانيا لتوسيع الدور الذي تقوم به بلاده إلى خارج العراق يمكن أن يلقى رفضاً من خصومه السياسيين رغم الدعوات التي وجهتها فرنسا لدول الاتحاد الأوروبي بحشد قوتها الدبلوماسية والعسكرية لمواجهة تنظيم الدولة.
كان ديفيد كاميرون قد تعهد الاثنين الماضي بالسعي لنيل دعم أعضاء البرلمان البريطاني لتوسيع الغارات الجوية لتشمل سوريا رداً على الدعوات الفرنسية لمزيد من الهجمات المكثفة ضد تنظيم الدولة عقب هجمات باريس.
ونقلت الصحيفة عن كاميرون، الذي عقد مباحثات مع الرئيس الفرنسي أولاند، قوله: إن بريطانيا «ستفعل ما بوسعها لدعم صديقتها وحليفها فرنسا لهزيمة « تنظيم الدولة.
أيضاً عرض كاميرون على فرنسا استخدام قاعدتها الجوية في قبرص، التي تبعد عن ساحل سوريا أقل من 150 ميلاً، ما من شأنه أن يحد من طول الطلعات الجوية التي تستهدف مواقع تنظيم الدولة.
وكانت رويترز قد أوردت أن الطائرات الفرنسية التي تنفذ غارات في سوريا تقطع مسافة طويلة جداً لأنها تنطلق من قاعدة في إحدى دول جنوب الخليج العربي.
وكان كاميرون قد عبر عن دعمه للرئيس أولاند في هجومه على تنظيم الدولة، وأنه يمتلك قناعة راسخة أن على بريطانيا فعل الشيء ذاته.
وأشارت الصحيفة إلى الهزيمة الساحقة التي مني بها كاميرون عام 2013 عندما صوت البرلمان البريطاني ضد شن هجمات تستهدف قوات نظام بشار الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أن كاميرون وأولاند قد تعهدا بالعمل معاً لمواجهة التهديدات التي تستهدف الدول الأوروبية في أعقاب هجمات باريس، مشيرة إلى أن تلك الهجمات التي وقعت في الـ 13 من الشهر الجاري هي الأكثر دموية منذ الحرب العالمية الثانية، وواحد من أسوأ هجمات إرهابية تقع على أراض غربية منذ هجمات 11 سبتمبر 2011 في الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة: إن رئيس وزراء بريطانيا تردد لأكثر من عام في طلب دعم البرلمان البريطاني لتوسيع الحملة الجوية البريطانية فوق العراق لتشمل سوريا، خوفاً من تكرار الهزيمة التي مني بها في عام 2013 والتي أعاقت قصف نظام الأسد.
وأضافت أن نتيجة أي تصويت في البرلمان البريطاني من المرجح أن تعتمد على موقف حزب العمال المعارض، الذي يقوده السياسي جيرمي كوربون الرافض للعنف، رغم أن الحزب منقسم بشدة إزاء مسألة مهاجمة تنظيم الدولة في معاقله في سوريا.
وتوقعت الصحيفة أنه في حال قررت بريطانيا الانضمام للحملة الجوية في سوريا، فإن تأثيرها سيكون رمزياً أكثر من كونه حقيقاً، وسط قيام القوات الملكية الجوية البريطانية بكثير من الأهداف فوق العراق.
المصدر: العرب