كتب الصحفي التركي “محمود أوفور” اليوم الجمعة 13 آب/أغسطس, مقالاً في صحيفة “صباح” التركية ترجمه المركز الصحفي السوري بتصرف, حول انعكاس لغة الكراهية السياسية ضدّ اللاجئين السوريين في تركيا.
يقول الكاتب في مطلع المقال “لسوء الحظ، باستثناء قلة، نظرة أحزاب المعارضة إلى قضية اللاجئين السوريين بخطاب يحض على الكراهية في الغالب. هذا لم يتغير منذ البداية, وقد وصلت إلى ذروتها خاصة خلال فترات الانتخابات, والآن بعد أن أضيفت إلى ذلك الهجرة الأفغانية القائمة على الحدود والمبالغ فيها بالأكاذيب، عادت المعارضة إلى التحرك مرة أخرى وشهدنا نوع الفوضى التي أحدثتها لغتهم الاستفزازية”
فكانت حادثة وفاة الشاب “أميرهان يالجين” البالغ من العمر 18 عاماً، والذي تعرض للطعن في قتال في حديقة في منطقة ألتينداغ، كافية لإشعال الفتيل تماماً مثل التخريب المتعمد في اسطنبول بيوغلو في الـ 6 و 7 من أيلول/سبتمبر الفائت.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا “هل وصل الناس في الشارع إلى هذه النقطة بشكل عفوي؟”, فبعيداً عن استخدام مصطلح “الخلايا النائمة” تكمن المشكلة الرئيسية في أن العديد من الأحزاب والجهات الفاعلة السياسية، ولا سيما حزب الشعب الجمهوري والملكية الفكرية، تبدي بإصرار نهجاً غير إنساني ومهمّش وحتى عنصري تجاه المهاجرين السوريين، على مدى شهور وحتى سنوات.
فقد كان لخطاب بعض الأحزاب والجهات السياسية الفاعلة على مر السنين مساهمة كبيرة في التخريب الذي حدث في أنقرة يوم أمس, ولم يأت هذا التخريب من فراغ.
فمن يستطيع أن يقول إن هذه الخطابات لا تنعكس في الشارع؟ رئيس حزب الشعب الجمهوري “كمال كيليجدار أوغلو”: “أطفالي الصغار، مثل الدوامة، سيكونون شهداء في سوريا، وسيسبح شبابهم في البحر على شواطئنا، ويقضون العطلة، ويستمتعون، ويمرحون، ويبيعون الهواء”
أضاف الكاتب أمثلة أخرى أيضاً كقرار رئيس بلدية بولو “تانجو أوزجان” برفع فواتير المياه والنفايات الصلبة للأجانب 10 مرات, وتصريحات المعارض التركي “أوميت أوزداغ” الاستفزازية حول حادثة أنقرة والتي حاول من خلالها تحريض الشعب التركي ضدّ اللاجئين السوريين.
فلغة الكراهية هذه تعتبر من وجهة نظر الكاتب “جريمة” ليس فقط ضد البلاد ولكن أيضاً ضد الإنسانية يضع الفاعلون السياسيون من خلالها الأساس لأولئك الذين ينتظرون في كمين أثناء مرورهم بفترة حرجة من الحصار العالمي والاضطرابات البيئية, ولن يغفر التاريخ لمن ارتكب هذه الجريمة.
ترجمة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع