حذر الكاتب الصحفي الأميركي والتر راسل ميد من أن الولايات المتحدة قد تجد نفسها طرفا في حرب أخرى بالشرق الأوسط، على نحو أقرب مما يظنه الساسة في البيت الأبيض.
وأشار الكاتب -في مقال نشرته له صحيفة وول ستريت جورنال (Wall Street Journal) الأميركية- إلى أن خفض مخاطر نشوب تلك الحرب يتطلب تغييرًا سريعًا وشاملًا في سياسات الإدارة الأميركية.
وقال أيضا إن مساعي إيران الحثيثة لامتلاك سلاح نووي، وشراكتها الوثيقة مع روسيا، تقرب الشرق الأوسط خطوات نحو حرب تكون الولايات المتحدة أحد أطرافها، رغم أن إدارة الرئيس جو بايدن تسعى بشدة لتجنب ذلك.
ويرى الكاتب أن اندلاع مواجهة عسكرية كبرى في الشرق الأوسط سيكون نعمة لا تقدر بثمن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث سيؤدي لارتفاع أسعار النفط مما يصب في مصلحة موسكو التي ستمتلئ خزائنها من عائداته، ويفاقم الضغوط على الدول الأوروبية.
كما أن نشوب حرب الشرق الأوسط سيشتت جهود البنتاغون الذي سيضطر إلى تقسيم الأسلحة المتاحة بين أوكرانيا والحلفاء في الشرق الأوسط. ومن شأن تلك الحرب أيضا أن تغير التوازن في مضيق تايوان لصالح الصين.
وأشار الكاتب الأميركي إلى أن روسيا كانت ستعارض حيازة إيران سلاحا نوويا في الظروف العادية، لكن ظروف الحرب في أوكرانيا وحاجة بوتين الماسة لإيران للوقوف في وجه المخططات الأميركية، عوامل قد تدفع بوتين إلى مساعدة طهران على حيازة سلاح نووي.
وقال إن بوتين ليس مضطرا لمساعدة إيران نوويا لإشعال حرب في الشرق الأوسط، إذ أن مساعدة طهران على تطوير قدراتها العسكرية -للقدر الذي يمكِّنها من الحد من قدرة إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية- كفيل بحمل إسرائيل على توجيه ضربة استباقية لإيران الأمر الذي سيفجر حربًا إقليمية في المنطقة.
وخلص الكاتب في مقاله إلى أن الولايات المتحدة لا تستطيع حمل روسيا وإيران على تجنب إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، لكنها قد تحاول اتخاذ سياسة قوية أملا في ردع موسكو وطهران.