كاتب أمريكي: أزمة إسرائيل تكشف وهم واشنطن بأنّ الأولى ليست عنصرية

قال كاتب أمريكي أنّ الوضع الراهن في إسرائيل يكشف عن الوهم الأمريكي بشأن دولة الاحتلال.

قال الكاتب الأمريكي ،إيشان ثارور، في مقالة له في صحيفة واشنطن بوست ترجمها المركز الصحفي السوري بتصرّف أنّ المشرعين الأمريكيين احتفلوا بإسرائيل في صورة الرئيس ،إسحاق هرتسوغ، الذي أشاد بالعلاقات “المقدسة ” بين إسرائيل والولايات المتحدة, مؤكّدًا أنّها راسخة في “القيم المشتركة” و “الصداقة الحقيقية”، حسب وصفه.

ولكن حتى في الوقت الذي تحدث فيه هرتسوغ في واشنطن ، كانت شوارع المدن الكبرى في إسرائيل تعج بالغضب والتحدي بشأن الخطط المثيرة للجدل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإصلاح النظام القضائي في البلاد.

هذه الاحتجاجات, التي احتدمت منذ شهور, اشتدت يوم الاثنين, بعد أن استخدم المشرعون الإسرائيليون في ائتلاف نتنياهو تفويضهم الانتخابي الرفيع لتمرير أول جزء من إصلاحاتهم, تجريد المحكمة العليا من سلطة إلغاء الإجراءات الحكومية التي تعتبرها “غير معقولة.”

سلطة الاستبداد الأكثري

هذه الخطوة ، في نظر مؤيديها ، تعيد سلطة أكبر إلى الهيئة التشريعية المنتخبة في البلاد، لكن المحللين والنقاد ، بما في ذلك المعارضة الإسرائيلية والحكومات الغربية، يرون في ذلك ضربة كبيرة لواحدة من الضوابط الحقيقية القليلة الموجودة في الديمقراطية الإسرائيلية وخطوة قاتمة نحو شكل من أشكال الاستبداد الأكثري.

إن اللحظة عميقة للغاية-ومشحونة-بالنسبة للأمة الإسرائيلية لدرجة أن ألترمان وصفها بأنها” المنعطف الثالث ” في تاريخ البلاد ، بعد التحول الدراماتيكي في الحدود بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 وإنشاء دولة إسرائيل في عام 1948.

فبينما ينظر حلفاء نتنياهو المتطرفون إلى مناورات أكثر تطرفًا ، بما في ذلك عزل النائب العام للبلاد ، تدرس النقابات العمالية إطلاق إضراب عام آخر في جميع أنحاء البلاد.

وقد تعهد الآلاف من جنود الاحتياط العسكريين بعدم الإبلاغ عن الواجب مع تمرير هذا التشريع ، والغياب الذي قد يكون له آثار أمنية خطيرة على الدفاع الإسرائيلي.

دوامة إسرائيل

ويبدو هرتسوغ ، الذي يحتفي به المشرعون الأمريكيون ، متفرجًا عاجزًا في دوامة إسرائيل، أما خطاب الرئيس بايدن فهو خجول نسبيًا برأي المعارضين الجمهوريين ، الذين وضعوا أنفسهم تحت نير حكومة إسرائيل اليمينية المتطرفة التي لا تبذل أي محاولة لإخفاء أهدافها في تنفيذ ضم الأراضي الفلسطينية بحكم الواقع، أو ربما حتى بحكم قانونهم.

ففي منتدى صهيوني مسيحي خارج واشنطن الأسبوع الماضي, سخرت نيكي هالي المرشحة للرئاسة الجمهورية من قرار بايدن بالتدخل المفترض في “المناقشات الداخلية الإسرائيلية.”

وقد ركز الجمهوريون على توجيه اللوم إلى التصريحات المؤيدة للفلسطينيين التي أدلت بها عضوة ديمقراطية في الكونغرس ، وأجبروا من خلال قرار رمزي في مجلس النواب أكد أنّ “دولة إسرائيل ليست دولة عنصرية”

وبينما يمدح المشرعون الأمريكيون باستمرار قيمهم الديمقراطية المشتركة مع إسرائيل ، فإن بعض نظرائهم لديهم رؤية محددة إلى حد ما حول قيمهم، ففي مقابلة إذاعية سئل وزير الأمن القومي ،إيتمار بن غفير، عما إذا كان بإمكان إسرائيل الاستفادة من آليات الضوابط والتوازنات الموجودة في الدستور الأمريكي، فأجاب “إسرائيل ليس لديها دستور رسمي”.

الجدير بالذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تهاجم المدنيين الفلسطينيين وتفرض سيطرتها على بلداتهم وقراهم وتخرجهم من منازلهم بالقوة.

رابط التقرير

ترجمة: محمد المعري