نشرت نيويورك تايمز الأميركية وغارديان البريطانية تقارير عن الأوضاع في مضايا بعد وصول المساعدات الإنسانية إليها، وسجلتا فرحة السكان بوصول الأغذية والأدوية، كما تحدثتا عن الأيام السوداء التي عاشتها البلدة خلال الشهور الستة المنصرمة.
ونقلت نيويورك تايمز عن المسؤول بـ الأمم المتحدة أجاد مالك قوله إن الحصار والجوع تركا مضايا في كابوس لم يشهده أي مكان آخر بالعالم، مضيفا أنه لم ير مثلما رآه بتلك البلدة “نرى بشرا، لكننا لم نر حياة، إنه لمشهد مروّع”.
وقال مالك إنه رأى أطفالا يرجفون من سوء التغذية وكبارا يقول أغلبهم إنهم لم يذوقوا طعم الخبز أو الأرز أو الخضراوات والفواكه لشهور. وأشار إلى أن سعر الكيلو جرام من الأرز بلغ ثلاثمئة دولار، وحكى أن أحد السكان كان قد باع دراجته النارية مقابل خمسة كيلوغرامات من الأرز.
حافة الموت
ونقلت الصحيفتان أن هناك حوالي أربعمئة شخص بمستشفى البلدة يحتاجون للإجلاء الفوري لتلقي العلاج نظرا إلى أن الجوع وعوامل أخرى قد تركتهم على حافة الموت وأنهم في انتظار نتائج مفاوضات بين السلطات السورية والمعارضة المسلحة ومنظمات العون لتوفير ممر آمن لإجلائهم.
ورغم أن الأمم المتحدة لم تصدر بيانا عن وفيات من الجوع بمضايا حتى اليوم، فإن منظمة أطباء بلا حدود قالت إن هناك 23 شخصا قضوا بسببه في مركز طبي تدعمه بالبلدة.
وأشارت الصحيفتان إلى أن مضايا ليست وحدها في سوريا التي تعاني من الحصار، وهو الأسلوب الذي عفى عليه الزمن وحظرته القوانين الدولية ولا تزال الأطراف المتحاربة في سوريا تستخدمه.
ملايين تحت الحصار
وأوردت الأمم المتحدة أن هناك 15 بلدية بسوريا محاصرة تماما الآن، وهناك 4.5 ملايين شخص يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها، وفي حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية مع استمرار منع المدنيين من مغادرتها ومنع العاملين بمنظمات العون من إيصال الأغذية والأدوية والوقود والمواد الأخرى إليها.
وقالت غارديان إن مضايا كانت هادئة تماما وطرقاتها خالية من الناس والحيوانات بعد وصول المساعدات أمس مثلما كانت خلال الشهور الماضية، لكن الناس كانوا، ولأول مرة، فرحين بوجودهم داخل منازلهم وهم يطبخون، حيث أكل كثيرون منهم وجبة كاملة بعد شهور ثم شربوا الشاي.
ونقلت عن أحد السكان- واسمه إبراهيم عباس- قوله إنه وبعد وصول قافلة المساعدات الأممية التي تضم 44 شاحنة، كانت فرحة الناس لا تُوصف، والأطفال يقتربون من العاملين بالمنظمات ويسألونهم إن كانوا قد أحضروا طعاما “كانت عملية النقل منظمة جدا وتم توزيع الأغذية”.
حزن بالقلوب
ورغم ذلك، قال عباس إن هناك حزنا في القلوب “لأننا نخشى أن تكون هذه المساعدات مؤقتة يتلوها نسيان المجتمع الدولي لنا مرة أخرى” مؤكدا أنه لا يوجد بالبلدة، التي تبعد أربعين ميلا شمال غرب العاصمة دمشق، مقاتلون منظمون.
وقالت منظمات العون إن المساعدات التي وصلت تكفي لشهر واحد فقط. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “قافلة واحدة لن تحل المشكلة”.
الجزيرة نت