مشاهد مروعة صدمت السوريين للحاج علي، رغم معرفتهم بما يعانيه المعتقلون داخل هذه المسالخ، لا سيما أنه دخل شاباً يافعاً، ليعود إلى الحياة أقرب إلى كهل نحيل أشيب الرأس والقلب.
الشاب الذي قضى 6 سنوات في سجون نظام أسد، وفقاً لناشطين ومقربين من المنطقة، أطلق سراحه، أمس الجمعة، وقد بدا أقرب إلى الكهولة منه إلى الشباب وكأنه قضى قرابة الستين عاماً فوق شبابه داخل سجون أسد.
وظهر الحاج علي في بيته بشريط مصور لا يكاد يستجدي طريقه لمكان يضع فيه عذابات لم يفصح عنها بعد، وإن أفصحت عنها ملامحه وملامح ذويه التي ترجمت حالته بالقول: “خلوه يقعد” (دعوه يجلس) لعلمهم بما عاناه.
وتعكس حالة “الحاج علي” تحذيرات الصحة العالمية من جائحة كورونا لنظام أسد بهدف إطلاق سراح ممن بقوا من المعتقلين السوريين في سجونه، حيث طالبت مديرة مكتب الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، لين معلوف، نظام أسد بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي دون قيد أو شرط، والتعاون الكامل مع وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية لمنع انتشار فيروس كورونا في سجون النظام ومعتقلاته.
وحذر بيان صدر عن المنظمة مؤخراً، من خطورة تعرض عشرات الآلاف المحتجزين تعسفياً أو المختفين قسرياً، للإصابة بفيروس كورونا المعدي لأنهم محتجزون في ظروف لا تتوفر فيها شروط النظافة.
وقالت معلوف،” يجب الإفراج فوراً، ودون قيد أو شرط، عن جميع سجناء الرأي – وهم النشطاء السياسيون والمدافعون عن حقوق الإنسان، وغيرهم ممن سجنوا لمجرد ممارستهم لحقوقهم بصورة سلمية.
وأضافت أنه ينبغي النظر في الإفراج المبكر أو المشروط عن السجناء المعرضين لخطر شديد، مثل السجناء المسنين أو أولئك الذين يعانون من ظروف صحية خطيرة.
ورغم تفشي وباء كورونا العالمي منذ أشهر، إلا أن ذلك لم يدفع نظام أسد لإخراج آلاف المعتقلين أسوة بالعديد من الدول التي بدأت بهذه الخطوة خوفا من انتشار العدوى بين التجمعات الكبيرة ووقوع الكارثة، حتى دون الحاجة إلى مراسيم عفو ومطولات قانونية غامضة ومبهمة.
ومؤخرا أطلق ناشطون حقوقيون سوريون حملات إعلامية ماتزال مستمرة، للضغط على الرأي العام والمنظمات الدولية وأصحاب القرار للدفع بإخراج عشرات الآلاف من المعتقلين والمعتقلات في سجون الأسد لإنقاذهم من ظلمه وتعسفه، وخوفا من استغلاله للفيروس لإبادتهم، خاصة وأن غالبيتهم من معتقلي الرأي ومعارضي نظام أسد على خلفية الثورة.