ألقت داخلية النظام السوري، القبض على نايف الأحمر، مدير شركة للإنتاج الفني والدرامي، ونشرت خبراً على موقعها الرسمي الفيسبوكي، الأربعاء، مع صورة التقطت من الخلف للمدير المقبوض عليه، بالإضافة إلى صور للنقود الأجنبية والسورية التي صادرتها داخلية الأسد.
ولفت في خبر داخلية النظام، تعاملها مع المدير المقبوض عليه، بذات الطريقة التي تتعامل فيها مع أصحاب السوابق والمجرمين، إذ دأبت على نشر صور القتلة ومرتكبي الجرائم، والمضبوطات التي كانت بحوزتهم.
وكان سبب اعتقال داخلية النظام لمدير شركة للإنتاج الفني، هو دفعها لأجور الفنانين، بالدولار الأميركي، وليس بالليرة السورية، بعد صدور مرسوم للأسد، يجرم التعامل بغير الليرة. وقالت في خبرها إنها ألقت القبض على مدير الشركة، ونشرت الحرفين الأولين من اسمه وكنيته (ن.أ).
وصادرت داخلية النظام، بحسب خبرها، مبلغا من خزانة الشركة، مقداره 91 ألف دولار أميركي، وأكثر من 11 مليون ليرة سورية، قائلة إن المقبوض عليه “اعترف” بتعامله بغير الليرة السورية، كأجور للعاملين لديه لصالح الشركة والممثلين والقائمين على إنتاج المسلسلات والأفلام السينمائية.
وفد يطلب لقاء الأسد
وأصدرت شركة الإنتاج التي تم إغلاقها واعتقال مديرها، بياناً ترد فيه على الأسباب التي ساقتها داخلية النظام، وقالت إن غالبية الفنانين يتعاملون بالدولار، وإن وجود الدولار الأميركي في مكاتبها، طبيعي، كونها العملة التي يتعامل بها غالبية الفنانين العرب والسوريين. وأشارت الشركة إلى أن جميع التعاقدات التي سبق وأبرمتها، كانت سابقة على زمن صدور مرسوم الأسد الذي جرم فيه التعامل بغير الليرة السورية.
وجاء في بيان الشركة أن وفداً من الممثلين السوريين بصدد طلب لقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وكان الأسد قد أصدر مرسوما، في الشهر الجاري، حمل الرقم (3) يعاقب فيه المتعامل بغير الليرة، بعقوبة الأشغال المؤقتة والحبس لمدة لا تقل عن 7 سنوات.
وتضامن عدد من الفنانين السوريين مع شركة الإنتاج ومديرها الذي لا يزال قيد التحقيق، بحسب داخلية النظام التي نشرت خبر الاعتقال والمضبوطات، بذات الطريقة التي تنشر فيها أخبار المجرمين وقطاع الطرق واللصوص وتجار المخدرات.
ممثلون يتضامنون
وتوجهت الشركة على حسابها الفيسبوكي، بشكر لجميع الفنانين المتضامنين معها، معيدة نشر تعليقات واسعة لممثلين سوريين، عبّروا عن رفضهم لما حل بالشركة. وأعلنت الفنانة قمر خلف، تضامنها مع الشركة التي أعادت، في السياق ذاته، نشر ما كتبه السيناريست جورج عربجي، تعليقا منه على الموضوع، قائلا إن ما حصل يدعو للأسف.
ودعت الفنانتان، سلافة معمار وكاريس بشار، إلى “إنصاف” شركة جولدن لاين التي أعادت نشر تعليق الفنانة شكران مرتجى المتضامن معها، قائلة إن التضامن المذكور، ليس من قبيل “تمسيح الجوخ”.
وسأل الفنان سيف السبيعي، في منشور أعادت الشركة نشره على حسابها الفيسبوكي: الآن، شركات الإنتاج الدرامي، هي التي ساهمت بانهيار الاقتصاد السوري؟!
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد، قد أصدر مرسومين اثنين، على التوالي، حملا رقمي (3) و(4) لعام 2020، يقضي الأول منهما، بمعاقبة المتعامل بغير الليرة، بالحبس لمدة لا تقل عن سبع سنوات، فيما يقضي الثاني، بمعاقبة كل من ينشر سعرا للدولار، لا يتوافق مع تسعيرة البنك المركزي.
هبوط الليرة بعين أكاديمي موالٍ للأسد
وشهدت الليرة السورية هبوطاً غير مسبوق في تاريخها أمام الدولار الأميركي، ووصلت إلى أكثر من 1000 ليرة مقابل الدولار الواحد.
وكان الدكتور أحمد أديب أحمد، وهو أستاذ مادة الاقتصاد في جامعة تشرين الحكومية، قد حدد أكثر من سبب لهبوط الليرة مقابل الدولار. ومن أسباب هبوط قيمة الليرة، أشار أحمد إلى ما وصفها بـ “سيطرة رجال الأعمال على القرار الحكومي” مؤكداً أن القرارات الاقتصادية تصاغ تبعاً لمصالحهم، مع “إهمال كامل” لمصالح الناس.
وأضاف أحمد سبباً آخر لهبوط الليرة، وهو السياسات “الفاشلة” للبنك المركزي، منتهياً إلى دور العقوبات الاقتصادية بتحمل جزء من أسباب هبوط الليرة.
وارتفع منسوب الفساد في سوريا، في الفترة الأخيرة، حتى صارت إحدى أسوأ ثلاث دول في العالم، بارتفاع مؤشر الفساد، بحسب تقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر عام 2018، والذي وضع سوريا وجنوب السودان والصومال، بين الدول الأكثر فساداً في العالم، من خلال 13 استطلاعاً أجرتها المنظمة المذكورة، على يد مجموعة متخصصين للكشف عن درجة الفساد، في القطاع العام، ليكون مؤشر (0) للأكثر فساداً و(100) للأكثر نزاهة، وبهذا حصلت سوريا وجنوب السودان والصومال، عام 2018، على أدنى مراتب المؤشر، ونالوا درجات ما بين (10) و(13) على مؤشر الفساد الدولي.
نقلا عن: العربية