المركز الصحفي السوري
إحسان الإبراهيم
بات حال السوريين في شهر رمضان مكشوفاً للعيان وبشكل خاص في مخيمات الشمال السوري , تزامناً مع النقص الحاد للمحروقات الذي تعانيه هذه المناطق بسبب وطأة الحصار المفروض من الفصائل المقاتلة على الأرض.
فكيف لصائم صاد بعد صيام وظمأ لأكثر من ست عشرة ساعة أن يفطر بلا كأس ماء بارد (كأس ماء ) بات اليوم حلماً للسوريين في تلك المخيمات .
لقد أصبح سعر خزان الماء في مناطق الشمال السوري يتجاوز الخمسة آلاف ليرة سورية, وهذا سعر لا يستطيع حمله الكثير من عوام السوريين، فالماء هو الأساس للحياة والعيش لكن ثمنه الباهظ أثق كاهل أغلب السوريين.
ها قد أوشك العام الرابع من مسلسل النزوح على الانتهاء،وفي كل سنة يزداد عدد المخيمات و تزداد العائلات المنكوبة، وفي كل سنة تزداد أمورهم سوءاً و تعقيداً .
يشرح لنا حذيفة وهو أحد المقيمين في مخيم العاصي في شمال إدلب قائلاً: إنه في بداية النهار يأتي خزان ماء كبير يوزع على الخيم فكل شخص يحمل أوعيته وآنيته ليملأها بالماء ولكن هذا لا يكفينا حتى للغسل والوضوء, وليس هناك أي جهة مختصة تورد لنا الثلج أو ماء شرب بارد نظيف .
هذا المخيم (العاصي) الذي لا يتجاوز التسعين خيمة، ومع الحر في هذا الصيف لا يجدون من يطفئ ظمأهم، فكيف حال العشرات من المخيمات في الشمال السوري، والتي تحتوي المئات من الخيم والعائلات .
وكلنا يعلم حال المخيمات السورية وما تعيشه من فقر وحرمان وأنه ليس لديهم أي حال يستندون إليه إلا بعض المنظمات والحملات الخيرية، فهي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكنها تسد رمقهم قليلا وتكبت القليل من تشردهم.
واليوم وفي هذه الأيام المباركة من شهر رمضان يحلم اللاجيون السوريون بكأس بارد من الماء فقط عند أذان المغرب ليطفئوا ظمأهم بعد صيامهم تحت حر الشمس ولسان حالهم يقول : أين الجهات المختصة، أين الائتلاف السوري الذي يدعي تمثيلهم، أين المساعدات التي تأتي للاجئين …أطفئوا ظمئنا …..