في 10 ديسمبر/كانون الأول أصبح المغرب أحدث بلد يطبّع العلاقات مع دولة إسرائيل، بعدما طبّعت العلاقات كل من الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والسودان في أوقاتٍ سابقة من 2020.
معاهدات السلام هذه تعني كسر جمودٍ طويلٍ في العلاقات مع إسرائيل عبر المنطقة، وسوف تغيّر من اتجاه العلاقات الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في حين أن الحكومات تتواصل بشكل نشط مع إسرائيل، فالمواطن العادي لديه مستويات منخفضة للغاية من دعم هذه المعاهدات.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أجرى الباروميتر العربي استطلاعات هاتفية ممثلة لمستوى الدولة، عبر ست دول عربية، هي الجزائر والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وتونس، لقياس الآراء حول هذه الاتفاقيات، المعروفة بمسمى “اتفاقيات أبراهام”.
إجمالاً، يُعد دعم هذه الاتفاقيات متدنٍّ للغاية عبر المنطقة.
في خمس من الدول الست المشمولة بالاستطلاع، أعرب أقل من مواطن واحد من بين كل 10 مواطنين عن رضاه، أو رضاه الشديد عن اتفاقيات السلام الموقعة بين إسرائيل والإمارات والبحرين، وبلغت النسبة 9 بالمئة فقط في المغرب والجزائر، وكانت 8 بالمئة في تونس، و7 بالمئة في ليبيا، و3 بالمئة في الأردن.
لبنان هو الاستثناء الوحيد في هذا التوجه الإقليمي. رغم أن دعم هذه الاتفاقيات مع إسرائيل منخفض هناك، بواقع 20 بالمئة فقط، فهو أعلى بكثير من مستوى الدعم في سائر أنحاء المنطقة الأخرى.
في لبنان، هناك تباين كبير بحسب الطائفة إزاء اتفاقيات أبراهام، إذ أن نصف المسيحيين يستحسنون الاتفاقيات، مقارنة بـ 11 بالمئة فقط من الدروز، و6 بالمئة من السنة، وأقل من 1 بالمئة من الشيعة.
نظراً لانخفاض مستوى دعم الاتفاقيات في المجمل، فهناك تباين قليل في أغلب الدول بحسب السمات الديمغرافية، لكن هناك اختلاف ملحوظ بناء على السن في لبنان، فإن من يبلغون 30 عاماً فأكبر، أكثر إقبالاً على قبول الاتفاقيات، مقارنة بالشريحة العمرية 18-29 (26 بالمئة مقابل 7 بالمئة). هذا الاختلاف يُرجح أن يكون متصلاً بإحساس الأكبر سناً بالإحباط واليأس، جراء جمود حالة النزاع مع إسرائيل وارتباطها بتكاليف دولية باهظة، لا سيما في الفترة التي يمر فيها لبنان بأزمة اقتصادية ومالية كبيرة.
في الدول الأخرى، هناك أدلة قليلة على أن الشباب، ربما كان أكثر تقبلاً للسلام مع إسرائيل. في الجزائر، تبين أن من ينتمون للشريحة العمرية 18-29 أكثر قبولاً باتفاقات أبراهام بفارق 8 نقاط مئوية، مقارنة بمن يبلغون من العمر 30 عاماً فأكثر. في تونس، تبلغ نسبة الاختلاف بين الشريحتين 5 نقاط مئوية.
يتضح من نتائج استطلاع الباروميتر العربي الذي أُجري في الفترة 2018-2019 عبر مقابلات شخصية وجهاً لوجه، أن هناك دعم محدود للغاية لتحسين العلاقات مع إسرائيل.
رداً على سؤال حول ما إذا كان مفيداً للمنطقة العربية أن بعض الدول بدأت في تنسيق سياساتها الخارجية مع إسرائيل، قال الثلث أو أقل بتأييد هذه الفكرة في جميع الدول.
يبلغ الدعم أقصاه في السودان بواقع 32 بالمئة، لكنه كان أقل بكثير في سائر الدول الأخرى، بما يشمل في مصر (23 بالمئة) ولبنان (19 بالمئة) والأردن (14 بالمئة) والمغرب (13 بالمئة) والجزائر (12 بالمئة) وتونس (9 بالمئة).
إجمالاً، يظهر من هذه النتائج أن الرأي العام العربي ليس متسقاً مع قرارات بعض الحكومات العربية. الاتفاق الجديد بين المغرب وإسرائيل يُرجح أن يُنظر إليه من نفس المنظور. فالمواطن العربي لا يزال يدعم القضية الفلسطينية بقوة، ما يعني أنه من دون حل للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، فمن غير المرجح أن تدعم الغالبية العظمى حكوماتها في إبرام اتفاقيات السلام مع إسرائيل.
د. مايكل روبنز