سلمت مجموعة مسلحة كانت منخرطة في صفوف المعارضة بقاعدة «التنف» في البادية السورية، التي يشرف عليها التحالف الدولي، نفسها إلى النظام السوري في ريف حمص ضمن عملية تسوية، وسط أنباء مؤكدة لـ»القدس العربي» عن تسليم متزعم هذه المجموعة «غنام الخضير» الملقب «أبو حمزة عشائر» لدمشق، خرائط ووثائق تمت سرقتها من مقر قيادة «جيش مغاوير الثورة» وغرفة عمليات قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، يظهر فيها بيانات عدد كبير من ضباط قوات التحالف وعناصرهم.
وأعلن رئيس مركز المصالحة الروسي التابع لوزارة الدفاع الروسية، أوليغ جوراليف، أمس، أن 27 مسلحاً سلموا أنفسهم للسلطات السورية، وأفادوا بأنهم تلقوا تدريباً على يد مدربين أمريكيين، لتنفيذ هجمات وتخريب على مواقع النفط والغاز وكذلك البنية التحتية لمواقع تحت سيطرة النظام السوري.
وقال جوراليف في إحاطة إعلامية: «وفقاً لشهادات أعضاء الجماعات المسلحة الذين انضموا للقوات الحكومية، فإن الأمريكيين قدموا لهم أسلحة وعربات، ودربهم مدربون من الولايات المتحدة على تخريب البنى التحتية للنفط والغاز والنقل وتنظيم أعمال إرهابية في الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية السورية».
رئيس «المصالحة» الروسي: 27 مسلحاً سلموا أنفسهم للسلطات
وأشار جوراليف إلى أن «مجموعة من المسلحين الذين تدربوا في قاعدة الجيش الأمريكي بالقرب من مخيم الركبان، حاولت مغادرة منطقة التنف» مضيفاً أن «المسلحين قرروا الاستسلام للقوات الحكومية والعودة إلى الحياة السلمية، ولكن على حدود المنطقة الأمنية التي يبلغ طولها 55 كيلومتراً، هاجمتهم مجموعة من العصابات المتطرفة تسمى «مغاوير الثورة»، المدعومة من قبل الولايات المتحدة».
وتابع: «نتيجة الاشتباك فقد المقاتلون 3 شاحنات، وتمكن 27 شخصاً من الفرار، وهم حالياً في تدمر تحت حماية الجيش السوري، كاشفاً أن المجموعة «سلمت عشرات الأسلحة الصغيرة بما فيها قذائف صاروخية ورشاشات ثقيلة بينها أسلحة مصنعة في دول غربية».
مصادر خاصة من دمشق قالت لـ»القدس العربي» إن المخابرات السورية استجوبت الخميس «سمير غنام خضير» المتزعم السابق لـ «جيش مغاوير الثورة» مع كامل أفراد عائلته والمنشقين الذين وصلوا معه إلى مناطق سيطرة النظام السوري، بعد «ترتيب وتنسيق مع فرع البادية التابع لشعبة المخابرات العسكرية، وذلك بعدما حصل على ضمانات إيرانية بعدم المساس به و بكل من يرغب بالعودة معه». وأكدت المصادر أن «خضير سلم المخابرات السورية خرائط ووثائق تم سرقتها من مقر قيادة «جيش مغاوير» ومن غرفة عمليات قوات التحالف، إضافة إلى بطاقات ذاكرة تحمل مقاطع فيديو وصور يظهر فيها عدد كبير من ضباط قوات التحالف وعناصرهم.
وأشارت مصادر «القدس العربي» إلى أن «الخضير» سلم المخابرات أيضاً «جهاز هاتف خليوي تمت سرقته من غرفة عمليات التحالف في وقت سابق، يحوي قوائم أسماء وأرقام ضباط وقياديين ومقاتلين في منطقة 55».
وكان الناطق الرسمي السابق لجيش سوريا الجديد المرتبط بالبنتاغون، والمنسق السابق في قسم الشؤون المدنية والعلاقات العامة في التحالف الدولي في سوريا، مزاحم السلوم، قال لـ»القدس العربي» إن عمليات فساد كبيرة تدور في قاعدة التنف الامريكية في أوساط الفصائل المعارضة، واوضح المتحدث إلى أن هناك قيادات اخرى متورطة بعمليات فساد ولها سابق انتماء لتنظيم الدولة، ما زالت ضمن صفوف فصيل مغاوير الثورة.
نقلا عن: القدس العربي