أكد نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، احترام الحكومة وتقديرها لجيش بلادها، مشدداً أن تعزيز قوته (الجيش) أمر مهم ومكسب كبير بالنسبة لها، وأنها تعترض فقط على تدخله في الحياة السياسية.
وقال قورتولموش الناطق باسم الحكومة، في مقابلة أجرتها معه قناة محلية اليوم الأحد، “بلادنا لا تستطيع أن تمضي قدمًا بجيش ضعيف، لذلك لا نعترض مطلقًا على تنامي قوة جيشنا، بل اعتراضنا على تدخله في الحياة السياسية، رغم أن المنوط به حماية الوطن والذود عنه”.
وأضاف أن “جميع الانقلابات العسكرية، ترمي إلى تغيير النظام السياسي، لكن هذه المحاولة الانقلابية الفاشلة (شهدتها البلاد منتصف يوليو/تموز الماضي) كانت أكثر غدرًا، إذ سعت لزعزعة الاستقرار السياسي، وإشعال حربٍ أهلية تمهّد لاحتلال أجنبي”.
وتابع المسؤول التركي “ولعل المعلومات والأدلة الملموسة الجديدة التي نحصل عليها (خلال تحقيقات تجريها الجهات المعنية) حول المخطط الانقلابي الفاشل، تجعلنا نرى الصورة أكثر وضوحًا وشفافية”.
وشدد على أن “تركيا باتت أقوى بعد تجمع 7 أغسطس/آب الحالي (تجمع جماهيري حاشد نُظم في ذلك التاريخ، تحت اسم “الديمقراطية والشهداء” في مدينة إسطنبول، رفضا للانقلاب الفاشل، ودعمًا للديمقراطية) وتلك القوة انعكست على علاقاتها مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية، خاصة وأن التجمع عبر عن لوحة وطنية أبهرت العالم”.
ولفت قورتولموش أن “التظاهرات المناهضة للانقلاب عمَّت مناطق شرقي وجنوب شرقي تركيا (ذات الأغلبية الكردية) وشارك فيها كثير من الأكراد، فضلًا عن مشاركة مواطنين صوتوا في الانتخابات لحزب الشعوب الديمقراطي (معارض ذو غالبية كردية)”.
واستطرد في نفس السياق “لم تكن تلك التظاهرات حكرًا على أنصار حزبي العدالة والتنمية (الحاكم) والشعب الجمهوري (زعيم المعارضة)”، مطالبًا حزب الشعوب الديمقراطي بـ”الخروج من تحت عباءة منظمة بي كا كا الإرهابية، والاعتراف بتلك المنظمة كعدو مشترك لبلادنا كلها”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن”، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” – مقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
الأناضول للأنباء