وقال قورتولموش خلال خطاب وجهه إلى الجماهير التي تتناوب منذ 15 يوليو/تموز الماضي على ميدان “15 تموز” بولاية أوردو للمشاركة في تظاهرات “صون الديمقراطية”: “إن كانوا يريدون أدلة عليهم أن يروا رئيس هيئة الأركان العامة (خلوصي أكار) الذي تعرض للاحتجاز، والبرلمان (تعرض للقصف)، ومبنى القوات الخاصة، الذي استشهد فيه 50 شخصًا من أشقائنا”.
قورتولموش أكد أن تركيا “تسير أكثر نحو التقدم”، مضيفا أن “السبب الرئيس للمحاولة الانقلابية يكمن في ذلك؛ إذ لا يريدون تركيا قوية، لكن مكيدتهم باءت بالفشل”.
وتابع: “يطالبوننا بأدلة، فلينظروا إلى أكثر من مائتي شهيد، والأجساد الممزقة، والشعب الذي التحم وتضامن في 81 ولاية ضد هؤلاء الخونة”.
وأشاد بدور الشعب التركي في تصديه لمحاولة الانقلاب الفاشلة، ودعمه للديمقراطية، قائلا: “بفضل الله وبدعمكم تم تجاوز كل العقبات. وتمضي تركيا قدما نحو الأمام”، مشددا على أن “حفنة من الانقلابيين لن يتمكنوا النيل من كرامة الجيش التركي”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة “فتح الله غولن” (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية – غولن يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
الأناضول