بات الوضع يتفاقم في سجن حماه المركزي، بعد أن حاولت قوات الأمن العسكري التابعة للنظام اقتحام السجن واقتياد المعتقلين داخله إلى سجن صيدنايا على خلفية الاعتصامات والاستعصاء الذي قاموا به في آذار الماضي وقيامهم بتكسير الأقفال رفضا منهم للأحكام الجائرة التي اتخذت بحق بعضهم والمماطلة في محاكمة البعض الآخر.
فما كان من إدارة السجن ومحكمة الإرهاب إلا أن ترضخا لمطالبهم بعد حملة الاستعصاء وعدم إجبارهم على حضور جلسات المحاكمة، وبعد تلك المدة قامت قوات النظام بطلب 5 معتقلين ممن حكم عليهم بالإعدام لاقتيادهم إلى سجن صيد نايا وتنفيذ حكم الإعدام بحقهم.
إلا أن المعتقلين الخمس رفضوا الخضوع لمطلب العناصر والذهاب معهم، فكان ردهم قاسيا وأنهم سيجبرونهم على الذهاب بالقوة، ليبدأ استعصاء جديد في محاولة من المعتقلين الضغط على قوات النظام لتركهم، ويشهد السجن حالة من التوتر الشديد والغليان في مواجهات محتدمة بين المعتقلين وقوات النظام المدعومة بالشبيحة.
ويعتبر المعتقلون في سجن حماه المركزي مثالا يحتذى به في القوة والشجاعة ومواجهة قوات النظام دون خوف أو بأس من خلال الاعتصام في أرجاء السجن والاستعصاء أيضا لإجبار قوات النظام على الرضوخ وتلبية مطالبهم المحقة.
علما أنه في شهر آب من العام المنصرم قام المعتقلون باستعصاء رفضوا فيه الأحكام الصادرة عن محكمة الإرهاب، ما أجبر النظام على التفاوض معهم عن طريق مستويات رفيعة في حكومته والمتمثلة في وزيري العدل والداخلية والوزيرة الشماط ورئيس محكمة الإرهاب رضا موسى.
رغم أنهم لايملكون أي سلاح أو بندقية يواجهون بها تلك القوات والشبيحة التي تحاول قهر عزيمتهم وإرادتهم، فهم لايملكون سوى كلمتهم ومطالبهم الحق وكلهم أمل وإيمان أن الله لن يتركهم أبدا، فكانوا مثالا للتلاحم والتكاتف فيما بينهم، رغم جهود النظام في بعث روح التفرقة في صفوفهم.
المركز الصحفي السوري