تشهد مدينة السويداء في الجنوب السوري اليوم الثلاثاء، حالة غضب عارمة واستنفار أمني كبير لمجموعة “أحرار جبل العرب” رداً على توقيف قوات أمن النظام أحد أعضاء وفد ديني لبناني كان في طريقه إلى السويداء.
بحسب شبكة “السويداء 24” كان الوفد اللبناني في طريقه إلى مدينة السويداء للقيام بواجب العزاء بوفاة والدة شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء “حكمت الهجري” لتقوم قوات أمن النظام بتوقيف أحد أعضاء الوفد لساعات ومن ثم إطلاق سراحه.
أضاف المصدر أنّ مدينة السويداء شهدت استنفاراً لمجموعة أحرار جبل العرب التي قامت بدورها بطرد دوريات مشتركة لقوات النظام والعشرات من أفراد عناصر الأمن عن طريق المشفى الوطني في مدينة السويداء، وسط انتشار كبير لحركة رجال الكرامة أيضاً في المدينة.
وقالت صفحة “الراصد” على الفيسبوك أنّ صوت إطلاق نار كثيف شهدته مدينة السويداء بالقرب من دوار الباسل، بالإضافة لإطلاق نار بالقرب من المشفى الوطني، وجاءت تلك الأصوات بعد مشادات كلامية وطرد لسيارات وعناصر أمن النظام، وجاء ذلك بالرغم من الإفراج عن الشيخ المحتجز وهو من آل زين الدين.
إهانات شيخ عقل الطائفة تتكرر
في حادثة أشعلت محافظة السويداء قبل أشهر ، وجه رئيس فرع الأمن العسكري في السويداء العميد “لؤي العلي” إهانةً مباشرة للشيخ “حكمت الهجري” شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء عبر مكالمة هاتفية.
وقال موقع “سوريا على طول” أنّ العلي وجه إهانات لفظية للهجري على خلفية مطالبته بالإفراج عن فتى يبلغ من العمر 17 عاماً من أبناء السويداء يعتقد أنه معتقل عند أمن النظام.
بالرغم من محاولة الهجري إخفاء تلك الإهانة، إلا أنها نشرت عبر مواقع إعلامية تتبع للنظام ، مما تسبب بموجة غضب عارمة في السويداء وتجمعات للأهالي وسط تمزيق لصور رأس النظام وتهديد المقرات الأمنية التابعة له بالاقتحام، بالإضافة لاعتقال عدد من قوات النظام.
حاولت قوات النظام حينها تهدئة الأوضاع الأمنية في السويداء عبر اعتذارات وإرسال وفدين من شخصيات مدنية وعسكرية إلى الشيخ الهجري، والإفراج عن الفتى المعتقل عند قوات أمن النظام والتي أنكرت في بداية الأمر وجوده في أقبيتها.
مظاهرات في السويداء لم تهدأ بعد
شهدت محافظة السويداء مؤخراً تجمعات مدينة ومظاهرات كان آخرها قبل أيام في ذكرى رحيل “سلطان باشا الأطرش” حيث خرج العشرات في مظاهرة إلى صرح الباشا حاملين لافتات تطالب بحل سياسي في البلاد.
وبحسب السويداء 24 انطلق من مركز مدينة السويداء إلى بلدة القريا نشطاء معارضون وأعضاء من الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني وتجمع بنا وطن وأحرار جبل العرب لإحياء تلك الذكرى، حيث شهد التجمع إعلان من الهيئة الاجتماعية لسلسة مبادئ ترى فيها مخرجاً للحل في سوريا.
طالبت الهيئة الاجتماعية بحل سياسي وفق قرارات الأمم المتحدة، وأهمها تطبيق القرار 2254 والحفاظ على استقلال سوريا، كما طالبوا بوقف العنف وإخراج القوى الأجنبية من البلاد، وتحقيق عودة آمنة للمهجرين وتوفير الحاجات الأساسية للمواطنين.
الجدير ذكره أنّ أهالي مدينة السويداء طالبوا قبل أيام بإقالة رئيس فرع أمن الدولة في السويداء “سالم الحوش” وتحويله إلى القضاء على خلفية حادثة استهداف عائلة من آل الجرماني على يد خلية اغتيالات ترتبط بفرع أمن الدولة.
تقرير خبري بقلم: إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع