ما أن انتهى الحديث عن هدنة مدة أيام العيد حتى بدأت طائرات النظام كعادتها بعد كل هدنة، بقصف عدة مناطق في حلب وريفها، وحشد مقاتليها والميليشيات الموالية على جبهة الملاح وحندرات وبني زيد والخالدية، في سباق مع الزمن، لقطع طريق الكاستلو وحصار حلب المدينة.
وتسجيل انتصار كبير على المعارضة، والظهور بمظهر المنتصر أمام انصارها من جهة، وأمام المجتمع الدولي من جهة أخرى، وذلك بعد أن كثر الحديث عن مساعي دولية لاتفاق بين الروس والأمريكيين، ينهي المشكلة السورية ويضع حدا لنهايتها.
وخصوصاً بعد عودة العلاقات التركية الروسية من جهة، والعلاقات التركية الإسرائيلية من جهة أخرى، وإشراف ولاية أوباما على نهايتها.
في الوقت الذي تبدي فيه المعارضة صموداً قل نظيره في هذه الجبهات، وتحقيق انتصارات على جبهات أخرى في الساحل والقلمون.
فسير المعارك واستنكاف الطيران الروسي عن عمله المعهود ضد فصائل المعارضة، وتراجع زخم الدعم الروسي لقوات النظام، لو استثنينا ما حصل اليوم والبارحة في حلب، والكلام عن خلاف روسي إيراني، في المصالح وعلى الأرض، وبين النظام وحليفيه الروس والإيرانيين، في السيادة والقرار، وتداول الحديث في أروقة القرار الدولية والإقليمية، عن ترتيب دولي من مرحلتين عسكرية يقودها العماد علي حبيب، الذي يحظى بقبول عند معظم الفريقين، ومرحلة انتقالية تضم شخصيات من النظام والمعارضة، ليس لبشار الأسد دور فيها، وهذا ما أشارت إليه وثيقة الأحرار العلويين التي اختتمت أعمالها البارحة في باريس، وتردد حزب الله بإرسال قواته وعناصره إلى حلب، جعلت من الأسد وقواته في حرب وجودية همها الأساس كسب المزيد من الأوراق، والبقاء أقصى مدة ممكنة على كرسي الحكم ، وخلط الأوراق، على اللاعبين من جديد.
فيما تستمر المعارك على عدة جبهات من دمشق والقلمون إلى الساحل وحلب ومحاولة كل فريق السيطرة على أقصى مساحة من الأرض وتسجيل النقاط على حساب الخصم.
وضاح حاج يوسف
المركز الصحفي السوري