صحيفة الحياة اللندنية – غسان شربل
حين يفتح القادة العرب، في شرم الشيخ اليوم، خريطة العالم الذي ينتمون إليه ستفوح رائحة الدم: الدم السوري. والعراقي. واليمني. والليبي. والصومالي. فضلاً عن دم القضية المركزية أو التي كانت تحظى بهذا الوصف، موضحا أنهم إذا أمعنوا النظر استقبلتهم الأهوال: خرائط ممزقة. وشعوب تائهة. ودول مفككة. وحدود منتهكة. وجيوش متهالكة. وأسراب من الظلاميين. وميليشيات عابرة للحدود. وسكاكين مذهبية. وحدها مصانع الجثث والأرامل والأيتام تعمل بكامل طاقتها، وبعد أن لفت إلى أن تطورات اليمن وباب المندب أدت إلى قيام تحالف مؤثر أطلق عملية “عاصفة الحزم” وهي عاصفة لم يتوقع كثيرون إمكان هبوبها، رأى الكاتب أن التحالف الجديد المنطلق من تحالف سعودي-مصري، شكل أول محاولة عربية جدية لتعويض غياب الدورين العراقي والسوري معاً، وأكد الكاتب أن أن ولادة نواة عربية مؤثرة ستمكن العرب من التحدث إلى القوى الإقليمية والدولية من موقع آخر، وستعطيهم أيضاً حق التقدم لمعالجة الملفات العربية الساخنة أو على الأقل حق الحضور في هذه المعالجات، مشددا على أنه حين يسترجع العرب قدرتهم على تقديم أنفسهم لاعباً مقنعاً على أرض المنطقة ستتراجع شهية الآخرين في تسجيل الاختراقات داخل الملعب العربي.