مؤخراً ومع صدور مرسوم تشريعي من قبل رأس النظام السوري يقضي بالإفراج عن فئة من المعتقلين، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وأسماء آلاف المعتقلين المفقودين والمغيبين قسراً منذ سنين، على أمل أن يجدوا نبأً من أحد الخارجين مؤخراً يطمئنهم عن حال فقيدهم.
“أحمد الخطيب” ابن بلدة كفرسجنة في ريف إدلب الجنوبي ومن سكان إدلب المدينة، اعتقلته قوات النظام من منزله في مدينة إدلب عام 2012 وهو ابن السادسة عشر من عمره، وإلى اليوم لم يسمع أحد من ذويه أي خبر عنه يثلج صدورهم.
بلهفة كبيرة يسعى إخوة أحمد السؤال عنه في كل مكان، وتفنيد الأسماء المتواترة للمعتقلين في سجون النظام والخارجين مؤخراً من هناك، عسى أن يجدوا اسم أحمد بين المفرج عنهم، أو يسمعون أي خبر من أولئك المفرج عنهم مؤخراً ليعرفوا هل مازال في أحد تلك المعتقلات وعلى قيد الحياة.
بحسب “هيا” شقيقة أحمد، “مضى عشر سنوات على اعتقاله، وفي كل يوم من أيام السنوات العشر تلك هناك غصة وحنين وشوق يحملنا إلى أحمد الغائب عن أعيننا لسنوات طويلة ومريرة، وكلنا أمل في اللقاء يوماً ما”.
تكمل هيا “عند سماعنا أخبار الإفراج عن المعتقلين ازدادت مشاعر الشوق تفيض في قلوبنا بلقاء أحمد، عسى أن يكون مع المفرج عنهم مؤخراً، أو أحد الخارجين يحمل نبأً عنه، وبدأنا بنشر صورة أحمد واسمه على منصات التواصل الاجتماعي، ونفتش صور الخارجين حديثاً عسى أن يكون من بينهم.
صعوبات كبيرة واجهتها العائلة بعد اعتقال ولدهم، لعل أبرزها طول فترة الاعتقال دون أي خبر أو محاكمة ودون ذنب ارتكبه، عدا عن كونه لايزال طفلاً حين اعتقلته الأجهزة الأمنية، وكما تقول هيا “مجهولية المصير من أقسى ما قد يعاني منه ذوي المعتقلين، فأنت لا تعلم فقيدك في أي مكان وماذا يعاني، وهل لا يزال على قيد الحياة أم قضى شهيداً”
في سياق متصل، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس الثلاثاء 3 أيار/مايو صوراً لأشخاص يقارنون صورةً لفقيدهم المعتقل مع معتقل خارج حديثاً من سجون النظام، ويسألونه ما إن كان قد شاهده في إحدى الزنزانات، وسط تجمع حاشد للمدنيين تحت جسر الرئيس في العاصمة دمشق بانتظار أحد الباصات القادمة من صيدنايا حاملةً المعتقلين المفرج عنهم.
قصة خبرية/إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع