تحاول طهران أن تخفي قلقها من التنسيق الأميركي السعودي لتطويق دورها الإقليمي بوصف لقاءات ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولين أميركيين آخرين بينهم وزير الدفاع جيمس ماتيس بأنها “بلا قيمة”.
لكن مراقبين قالوا إن إظهار اللامبالاة يعكس خوفا حقيقيا من هذا التقارب الذي سعت طهران لمنعه عبر سعيها المستمر في الفترة الأخيرة لفتح قنوات تواصل مع دول الخليج بعد أن كانت تعارض ذلك بشدة أيام الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وذكرت وكالة إيرنا للأنباء الجمعة أن إيران رفضت التصريحات التي صدرت في أعقاب اجتماع ماتيس مع الأمير محمد بن سلمان والتي نددت بما وصفته تأثير إيران الذي يقوض استقرار المنطقة. واعتبرت طهران التصريحات أنها “بلا قيمة”.
والتقى ماتيس والأمير محمد بن سلمان، الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع، الخميس. وجاء في بيان صدر عن البنتاغون أنهما ناقشا التصدي “لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار بالمنطقة”.
ونقلت الوكالة عن بهرام قاسمي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية توجيهه اللوم إلى الأمير محمد بن سلمان بشأن التصريحات، معتبرا أنه “أطلق تصريحات لا قيمة لها بدافع الإحباط”.
وقال قاسمي مكررا الموقف الرسمي الإيراني إنه ينبغي على طهران والرياض أن تعملا معا للمساعدة على إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط.
واعتبر المراقبون أن اعتماد قاسمي وصف الإحباط يكشف عن تأثر إيراني واضح بما يجري هذه الأيام في واشنطن، والتسريبات التي تتحدث عن وجود استراتيجية أميركية سعودية قد تتوسع لتتحول إلى تحالف إقليمي يضم دولا خليجية أخرى وتركيا، بهدف وضع إيران في الزاوية، ودفعها إلى مراجعة دورها في الملفات الإقليمية.
ولفتوا إلى أن قاسمي جدد رغبة طهران في الحوار مع السعودية بالرغم من أن الأخيرة قد أغلقت أبواب التفاوض معها طالما لم تقدم على خطوات تؤكد تراجعها عن المس بالأمن القومي لدول الخليج.
العرب اللندنية