قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية القطري أن بلاده تتعرض لحصار “جائر”، وأشار إلى أن “هناك حثّ دائم من جانب تركيا للسعودية وللدول الأخرى على إنهاء هذا الحصار وعلى الانخراط في حوار بناء”.
جاء هذا في لقاء مع تليفزيون ” فرانس 24 ” مساء الخميس نشرت تفاصيله وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وبين فيه أن تهنئة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للأمير محمد بن سلمان بتعيينه وليا للعهد بالسعودية تهنئة “بروتوكولية”.
وبشأن المستجدات عن قائمة المطالب للدول التي تقاطع قطر، قال آل ثاني :” قطر لم يصلها حتى الآن أي شيء سواء من الشكاوى أو الاتهامات التي تتحدث عنها الدول التي فرضت الحصار على دولة قطر”.
وتوقع “أن تتقدم ( تلك الدول) بشيء ما خلال اليومين القادمين ، مشيرا في هذا الصدد الى تصريح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ، الأربعاء، والذي أعرب فيه عن أمله بأن تكون المطالب قابلة للبحث وواقعية.
وقال :” إلى الآن لم نسمع إلاّ اتهامات مرسلة ولم يأتنا أحد باتهامات واضحة ضد دولة قطر سواء عن التدخل في الشؤون الداخلية لدولهم أو عن التأثير في الأمن الجماعي لدول مجلس التعاون أو عن أن قطر هي عامل عدم استقرار في المنطقة”.
وأضاف أنه ” لو كان هناك اتهامات واضحة بهذا الشأن لكان من الأجدر أن تُطرح على الطاولة وأن تبحث هذه الأمور وجها لوجه إذا كانت الأطراف الأخرى تسعى لحل لهذه المشكلة لكن اتخاذ إجراءات بناء على أخبار كاذبة يبين لنا ضحالة الأساس الذي بنيت عليه هذه الإجراءات”.
وشدد وزير الخارجية القطري انه قبل الحديث عن الشكاوي او الاتهامات، يجب التحدث عن ما هية المشكلة.
وأشار إلى أن هناك إجراءات جماعية اتخذت من قبل الدول الثلاث ضد قطر بالتنسيق مع مصر لإقفال الموانئ أمامها وإقفال الحدود البرية الوحيدة ثم أصدروا بيانات دون أن يسبق هذه الإجراءات أي تواصل أو مباحثات بل سبقها هجوم إعلامي بُني على جريمة قرصنة لوكالة الأنباء القطرية 24 مايو/ آيار الماضي.
وبين “أنه ينبغي قبل بحث الطلبات أن يكون هناك بحث للأسباب الحقيقية التي تقف وراء اتخاذ تلك الإجراءات العقابية ضد دولة قطر والأدلة التي اتُخذت على أساسها”.
وأردف:” فهناك اتهامات نسمعها عبر وسائل الإعلام وادعاءات بأن على دولة قطر معرفة الأسباب التي تقف وراء الإجراءات ونحن لا نرى أن أيا من الاتهامات التي يتحدثون عنها بانها واقعية.”
وعما إذا كان يعتبر هذه الإجراءات المفروضة على بلاده “حصارا أم مقاطعة” ، قال وزير الخارجية القطري :”هذا حصار لأنه تم غلق المعبر البري الوحيد وغلق الأجواء من ثلاث جهات على دولة قطر باستثناء جهة واحدة فتحت لنا الأجواء وهي إيران التي اتُهمنا بأننا نقيم علاقة خاصة معها “.
وأردف :”فما يحصل هو حصار والإجراءات التي اتُخذت ضد قطر غير قانونية حيث إنه تم إغلاق الأجواء أمام قطر وتتعرض السفن القطرية لمضايقات في المياه الدولية (دون أن يستطرد في شرح طبيعة تلك المضايقات ومن يقف وراءها)”.
وبشأن قدرة قطر على مواجهة الحصار، أكد آل ثاني “أن لدى قطر موارد وإمكانيات تمكنها من إعالة شعبها وأن تؤمن له حياة بأفضل مستوى “.
وبين أن ” أن الأمور طبيعية جدا من ناحية توافر المنتجات الغذائية اليومية “.
وأردف :”لكن عندما يمس هذا الحصار العوائل القطرية كالقطريين المتزوجين من خليجيات ويضر بمواطنينا وملكياتهم الشخصية في تلك الدول وعندما يصل الأمر لحد معاقبة كل من يبدي تعاطفه مع دولة قطر فإن لنا الحق أن نتساءل عن أسباب هذه الإجراءات التي تم اتخاذها فتفريق الزوج عن زوجته والولد عن والديه ليست إجراءات مقاطعة بل هي إجراءات حصار جائر.”
وشدد آل ثاني على إن الحديث عن عدم الالتزام قطر باتفاق 2014 ( الذي أنهى أزمة سحب السفراء) هي مسألة خاطئة تماما .
وأردف :”ولو كان هناك عدم التزام بذلك الاتفاق كما يدّعي بعض مسؤولي الدول الخليجية فينبغي أن تكون هناك آليات لبحثه هذا إن كان هناك عدم التزام فعلا .”
وبشأن التهنئة التي قدمها أمير البلاد لولي العهد السعودي وما إذا كانت تعني أن يد الدوحة ممدودة للرياض، أوضح آل ثاني أن “مسألة انتقال ولاية العهد في السعودية هي شأن داخلي والتهنئة هي إجراء بروتوكولي معتاد من جانب قطر التي تتعامل باحترام مع كافة الدول سواء اتفقت أو اختلفت معها”.
وبشأن الوساطات لحل الأزمة، أوضح أن “هناك وساطة واحدة تقوم بها دولة الكويت مع مساعدة تقدمها الدول الصديقة والحليفة لنا “.
وبين في هذا الصدد أن “هناك حثّ دائم من جانب تركيا للسعودية وللدول الأخرى على إنهاء هذا الحصار وعلى الانخراط في حوار بناء”.
وأردف:” كما أن للولايات المتحدة الأمريكية وللرئيس الفرنسي دورا نشطا وفعالا في التواصل معنا ومع الأطراف الأخرى “.
ونفى اتهام بلاده بدعم الإرهاب وأنها راعية له ، مشيرا إلى أنه “اتهام مرسل وغير صحيح وغير مقبول”.
وأكد “أن دولة قطر لاعب فاعل في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم” داعش” ودورها في هذا الخصوص مشهود له في كافة ساحات المنطقة.”
وشدد على أن دولة قطر لم تدعم جبهة “النصرة” في سوريا ولا تنظيم “القاعدة” ولا أي تنظيم إرهابي.
وعن دعم دولة قطر لحركة “حماس” و جماعة “الإخوان المسلمين”، قال آل ثاني: ” إن قطر لا تدعم حماس ولا الإخوان لأن قطر دولة وليست حزبا سياسيا “.
وتابع:”حركة حماس لها مكتب سياسي في الدوحة حيث تساهم دولة قطر بشكل فعال في دعم المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام ما بين حركتي فتح وحماس فقطر تدعم الشعب الفلسطيني بشكل مباشر وفق آليات واضحة وشفافة منها مشاريع إعادة إعمار قطاع غزة التي يمكن للجميع الاطلاع عليها “.
وأكد أن قطر لم تدعم جماعة “الإخوان” بل دعمت الحكومات سواء كان الإخوان المسلمون جزءا من هذا الحكومة أم لا .
واوضح أنه لا يوجد في قطر تنظيم للإخوان ولا سياسيون من ذلك التنظيم علما بأن هناك حكومات في بعض الدول العربية يساهم فيها الإخوان وهناك حكومات أخرى يقودها الإخوان.
وتساءل ” لماذا يتم اتهام قطر بدعم الإخوان وهي التي تدعم تونس حتى الآن بغض النظر عن وجود الإخوان في حكومتها أم لا؟ كما دعمت مصر خلال تولي المجلس العسكري برئاسة المشير محمد طنطاوي وكذلك بعد الانقلاب العسكري إبان رئاسة عدلي منصور لذلك فإن اتهام قطر بدعم الإخوان هو اتهام مرسل وغير مثبت.”
ولفت إلى أن بعض دول مجلس التعاون تعتبر جماعة “الإخوان” حركة إرهابية، فيما “دولة قطر وبعض الدول الأخرى داخل المجلس تعتبرها حركة سياسية وليست إرهابية.”
ومنذ 5 يونيو/حزيران الجاري، قطعت 7 دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها بـ”دعم الإرهاب”، فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات.
وشدّدت الدوحة أنها تواجه حملة “افتراءات” و”أكاذيب” تهدف إلى فرض “الوصاية” على قرارها الوطني.
الاناضول