بعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون” ومندوبة واشنطن بالأمم المتحدة “نيكي هالي” أمس الخميس أن الإدارة الجديدة لأمريكا لم يعد يعنيها شأن رحيل الأسد أم بقاءه بل أولوياتها الحالية هي إخراج إيران ومحاربة تنظيم الدولة وإنشاء المناطق الآمنة في سوريا لوقف تدفق اللاجئين، نقل قضية رحيل الأسد إلى واجهة الصراع الدبلوماسي من جديد.
فقد أعرب السيناتور الامريكي “جون ماكين” رئيس لجنة الشؤون العسكرية التابعة للكونجرس الأمريكي اليوم الجمعة، عن استيائه من تصريحات وزير الخارجية الامريكية “ريكس تيلرسون” ومندوبة واشنطن الدائمة بالأمم المتحدة “نيكي هالي” بشأن رحيل الأسد بعد قولهم ان الشعب السوري هو من يقرر مصير بقاء أو رحيل بشار الأسد وأن هذا الامر لايعني الغدارة الأمريكية حالياً.
وقد أضاف السيناتور ماكين إلى ذلك ” كيف للسوريين أن يقرروا مصيرهم والأسد يقوم بقصف مدنهم ويستجلب الميليشيات ليحاربهم ويقوم باعتقالهم وتهجيرهم في الداخل السوري، كيف لنا أن نغض الطرف بعد 6 سنين عن الحقائق الفظيعة التي مارسها ضد الشعب السوري، علينا أن نعلم ان الشعب السوري لم يعد قادراً على تحديد مصيره تحت براميل الموت التي تلقيها مروحيات النظام على مدنهم”.
من جهتها أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية اليوم الجمعة من جنيف على لسان المتحدث باسمها “منذر ماخوس”” لن نقبل بأي دور لرأس النظام بشار الأسد في أي مرحلة مقبلة لسوريا، موقفنا لم يتغير، رحيل الأسد ضرورة للبدء بأي حل سياسي”.
كما أعلنت “فرح الاتاسي” عضو الهيئة العليا للمفاوضات أن أمريكا تبعث برسائل متضاربة للمعارضة السورية من قبل دبلوماسييها داعية إلى تجديد الموقف الأمريكي بعد تغيير الإدارة الأمريكية مشيرة إلى الأخطاء التي ارتكبتها إدارة أوباما السابقة، التي أدت إلى معاناة الشعب السوري.
يأتي ذلك بعد تأكيد وزير الخارجية الامريكية امس الخميس في لقاء جمعه بنظيره التركي في أنقرة أن الإدارة الجديدة لأمريكا ترى أن مصير الأسد سيتم تحديده من قبل الشعب السوري في المراحل المقبلة معرباً عن تخلي الإدارة الأمريكية الجديدة عن سياسة ضرورة رحيل رأس النظام بشار الأسد التي تمسكت بها إدارة أوباما السابقة، مشيراً إلى أن الأولوية الحالية هي محاربة تنظيم الدولة وإقامة المناطق الآمنة لمنع تدفق اللاجئين السوريين إضافة إلى السعي لإخراج إيران من الداخل السوري.
وأكدت على ذلك سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة “نيكي هالي” مشيرة إلى أن بقاء بشار الأسد أو رحيله لم يعد في إطار الأولوية الأمريكية الجديدة مشيرة إلى أنها قضية تعود للشعب السوري يقوم بتحديدها فيما بعد.
الجدير بالذكر أن الشعب السوري قد خرج بثورته قبل 6 سنوات ومازالت مستمرة ليطالب فيها بإنهاء حكم عائلة قامت بتحويل سوريا إلى مستعمرة تتصرف فيها كما يحلو لها، تقتل وتبطش وتعتقل باسم الأمن والأمان، فقد طالب المتظاهرون منذ بداية الثورة السلمية برحيل النظام ورأسه بشار منشدين في أكبر المظاهرات في مدينة حماه “يلا ارحل يابشار”.
المركز الصحفي السوري – سامر أشقر