اليوم ينفخ الأسد على كاتو عيد ميلاده ويطفئ الشموع المضيئة لسني عمره الذي قضاه بإطفاء أضواء الشموع السورية وكسرها وطحنها.
سيضحك فرحاً عند الانتهاء من النفخ على الشموع وتصفق له أسماء الأخرس وأولاده حافظ وزين وشام ويقطع الكاتوه بسيف أو سكين كبيرة، ثم يتناول كل قطعته ويأكلها بشراهة مع شراب خاص، كما قطع بسكينه الكيماوية والحديدية رؤوس الأطفال وأجسادهم وظهور آباءهم وقلوب أمهاتهم، بنفس الضحكة الهستيرية الصاخبة الحمراء القاتمة ويشرب من دمائهم.
من سخرية الأقدار والحظ المنحوس لبشار الأسد تزامن ذكرى ميلاده “الميمون” بمرارة لدى السوريين، طعمها معنوياً كمُرِّ الحنظل، لمصادفته ذكرى إرهابية تفجير برجَيْ التجارة العالميّة في أمريكا، فهل نعايدك بـ ” هابي بيرزدي، أم إرهابي بيرزدي، تو يو بشار؟! “
في مثل هذا اليوم استُهدف برجَي التجارة العالميين في أمريكا بطائرات مدنية انتحارية بمن فيها من ركاب، لتعتبر الحادثة الإرهابية الأفجع في تاريخها منذ عقود، وفي ذات الشهر واليوم، أدرك السوريون لاحقاً فاجعتهم إثر ولادة أحد أكبر مجرمي الحرب في التاريخ السوري، تزامنت هاتان الذكريتان في يوم ليس عبثياً، بل هو سخرية قدرية قدرها الإله.
تصفحت ما نشرته وكالة سانا في تعدادها للسيرة الذاتية لبشار الأسد فوجدتها مليئة بالمنجزات للوهلة الأولى لمن يجهل الوضع السوري، فتذكر دراسته للطب من دمشق، واشرافه على الإصلاح التربوي! وانتسابه للكلية العسكرية وإطلاقه برنامجاً وطنياً للمعلوماتية وعدد من الاهتمامات داخلياً يحسبها الظمآن ماء حتى إذا جاءها وجدها قيعان سراب.
يبلغ الأسد اليوم من العمر 57 عاماً قضى جلها بتهجير السوريين وتعذيبهم وشتمهم وسبهم واغتصاب أعراضهم وهدم المدن فوق رؤوسهم لأجل أن يحتفل بعيد ميلاده سنوياً في القصر الجمهوري على كرسي الرئاسة فوق جثث الأطفال!
كل عام وأنت ككل مكلوم بابنه أو أخيه أو أمه أو أبيه يا رئيس الإرهاب والكبتاغون، وآمل أن تغص بقطعة الكاتوه التي ستلتهمها وتموت اليوم.
مقال /محمد إسماعيل