الطفلة ” نور ” البالغة من العمر 13 عام, تسكن في المخيمات السورية على الحدود التركية, في الصف السابع, مريضة سرطان الدم ” Leukaemia ” تدخل إلى تركيا للعلاج .
نظراً للحروب التي تدور في سورية, والتلوث البيئي, وعدم توفر العلاج والقصف بالمواد الكيماوية التي تسبب السرطان,
أطلقت منظمة الصحة العالمية حملة في 4 فبراير في اليوم العالمي للسرطان تحت شعار ” نحن نقدر .. أنا أقدر ” وقدرة عدد الذين يعانون من مرض السرطان في سورية نحو 800 ألف مصاب, والرقم قابل للزيادة وخاصة لقلة المشافي الميدانية وندرة الأدوية, وصعوبة إيصال الأدوية نتيجة الحرب وخلال عام 2014 بلغ عدد المصابين بالسرطان 200 ألفا معضمهم نساء .
أكتشفت نور المرض في 5/2/2014 كانت في العاشرة من عمرها, ذهبت إلى المستشفى بصحبة والديها ﻹجراء بعض الفحوصات ليطمئنوا على ابنتهم نتيجة الشكوى الدائمة لنور بأنها متعبة والإعياء وتسرع في نبضات القلب دون القيام بأي نشاط,
شرحوا الأعراض للطبيب وطلب منهم إجراء بعض الفحوصات المخبرية للأطمئنان, وبعد فترة وجيزة ظهرت النتائج الصادمة, كان كل شيء غير طبيعي, وأجبرت نور على البقاء في المستشفى وضرورة أخد عينة من النخاع العظمي وبدأت رحلة المعاناة وتبين بعدها ” إن نور مصابة بالسرطان ” ولم تكن تتوقع أمها هذا تجمدت في أرضها ترافقها رجفة في يديها, وتنساب دموعها على خديها وكأنها تتلقى خبر وفاة نور, تقطع صمتها نور بقول “ماما شو يعني سرطان هذا الي موت جارنا ” ليزداد وضع أمها وأبيها سوء وكأن حلت بهم صاعقة لا يقوان على إجابتها يشق صوته والدها بقول ” الحمد لله الحمد لله إن الله مع الصابرين يا نور ” ولكن نور لا تعي هذه العبارة وتنفذها بهدوء وتردد مثل ما قال أبيها ” الحمد لله ”
يحولها الطبيب إلى تركيا لعدم توفر العلاج الكيماوي في سورية والمناطق المحررة تدخل نور ووالدها إلى تركيا ويعيد الفحوصات في تركيا ويخبرها الطبيب بضرورة حضور إخوتها لأخذ عينة من النخاع, وبعد تطابق الأنسجة بتطعيم النخاع العظمي من إخوة نور إتضح على وجهها التعب والإرهاق, أصبحت هزيلة بسبب مرضها, بعد دخول إخوتها وإجراء الفحوصات وتطابق الأنسجة تمكنت من إجراء زراعة في النخاع ونجاحها حتى تمكنت من بدء العلاج الكيماوي وهي الآن تتلقى العلاج كل 20 يوم وتصمم بإصرار على تغلبها لهذا المرض, الذي يودي بحياة الكثير من الأشخاص وتواجه الكثير من الصعوبات التي لا يشعر بها إلا مرضى السرطان, منها فقد الشعر والهزول وعدم القدرة على النوم ورغم ذلك تقف مبتسمة وتقول لي ” الحمد لله بكرى بيطلع شعري وبرجع حلوة ”
بقلم : غفران الفارس
المركز الصحفي السوري