كتاب ” نساء حول الرسول ” للدكتور بسّام محمد حمامي جمع في خمسمئة صفحة باقةً من السيرة العطرة لنساءٍ شهدن بداية الرسالة المحمديّة.
هل كان تدمير #مخيم_اليرموك ( #فلسطين ) مقصودا لتغيير هويته؟
بدأ الكاتب بأمهات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام خاتماً بأسماء مختلف الصحابيات الجليلات، مبيناً أبرز تفاصيل حياتهن منتقياً أهم المواقف التي تعرضن لها خلال رحلة الإيمان التي خضنها.
بدايةً أثار إعجابي الإهداء ” إلى المرأة التي ترى الحياة موقفاً ورسالةً وتربيةً تُبنى على علمٍ وتأبى الجاهلية”، ولاسيما أول كلمتين إلى المرأة”، المرأة التي كرّمها الإسلام وعلا منزلتها لتكون إلى جانب الرجل في كل الميادين والمجالات، فهي الأم والزوجة والأخت والابنة والصحابية والمهاجرة والأنصارية والداعية والمقاتلة والمدافعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، على خلاف مايتشدّق به أعداء الإسلام والمرأة المنادون بحريةٍ زائفةٍ مختزلةٍ بالتّعري والانفلات لتصبح فيه المرأة مستهلكةً أسيرة عبودية الأهواء.
قسّم الكاتب الكتاب لستة أقسامٍ:
الباب الأول: لأمهات الرسول وهم أربع أمهاتٍ
(آمنة بنت وهب التي أنجبته، حليمة السعدية التي أرضعته، بركة بنت ثعلبة التي ربّته،فاطمة بنت أسد الهاشمية التي كرّمته)
حيث كانت فاطمة من أقرب المقربات للنبي الكريم، وهذا كفيلٌ ليوضح أن تكريم الرسول الكريم للنساء يرجع لإدراك مدى أهمية رسالتها في الحياة.
أما الباب الثاني ل زوجات الرسول الكريم، أوقفتني حادثة الوحي حيث كان الرسول صل الله عليه وسلم، خائفاً،شاحباً، مرتعد الأوصال وهو يقول
(زملوني زملوني…..دثروني دثروني) ليجد ملجأه عند امرأةٍ “زوجته خديجة” حيث ضمته لصدرها كالأم الحنون وهتفت: الله يرعانا يا أبا القاسم ..فوالذي نفس خديجة بيده إني أرجو أن تكون نبي هذه الأمة، والله لا يخزيك الله أبداً.
وماذا نقول عن زوجته عائشة!
التي وضعت بصمتها في التاريخ، حيث قال الزهري فيها “لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء، لكان علم عائشة أفضل”
فقد جمعت العلم في طفولتها من شيخ المسلمين وأفضلهم أبوها الصديق، ورعاها في شبابها نبي البشرية ومعلمها وأكرم البشر وأفضلهم زوجها رسول الله .
أماالقسم الثالث كان صلة البحث لزوجات الرسول (ماريّة القبطية، ريحانة بنت زيد)
والرابع لبنات الرسول ( زينب الكبرى، رقية، أم كلثوم، فاطمة الزهراء) لتكون فاطمة الأقرب لأبيها فكانت الفتاة التي تشبهه في كثير من الصفات والتصرفات، في مشيتها ولفتتها وأيضاً نبرات صوتها ولم يخلُ الأمر من علاقتها بمن حولها وتصرفاتها في جميع الأمور والمواقف، لذلك كانت أقرب أهل البيت إلى قلب الرسول الكريم، رغم صغرها إلا إنها كانت شاهدةً على رسالة أبيها ونزول الوحي عليه، فانتُزِعت من شواغلها الطفولية وأيقظتها شواغل الدعوة، ووضِعَت في دوامة الأحداث العاتية الكبيرة، فعاشت أحداث النبوة مع والدها وشاركت بها.
انتقل الكاتب للقسم الخامس ليضم عمات الرسول الكريم
(صفية،أروى،عاتكة)
وضم بآخر قسم”السادس” مختلف أسماء الصحابيات الجليلات، آخر صحابية ذُكِرَ اسمها في الكتاب، الجميلة الحسناء، التي لم يكن لها مثيل حيث كانت صاحبة جمالٍ فائقٍ، ورقّةٍ في المشاعر وعذوبةٍ في الأنوثة، وما يزيد على هذا كانت بليغةً وفصيحةً في القول والشعر والرثاء، إنها عاتكة بنت زيد القرشيّة، التي اشتهرت بأن كل من اقترب منها لابد له من الموت أو الشهادة لذلك قال عنها عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه “من أراد الشهادة فليتزوج بعاتكة”
إنه الاسلام والشرع الذي كرم المرأة بل وضمن لها حقوقاً أبسطها حق العلم فمن يتجرأ على سلبها حقوقها آثمٌ والإسلام منه براء.
وقد ذكر القرآن الكريم عدداً من النساء اللواتي كان لهنّ دورٌ بارزٌ في تاريخ البشرية ك حواء وأم موسى وزوجة فرعون والكثير من الأسماء وما هذا إلا إثباتٌ دامغٌ لدورة ومكانة المرأة في كل المجتمعات والأزمان.
أخيراً تميّز أسلوب الكاتب بالسهولة والشمول والدقة والتراحم مرتبةً حسب الترتيب الألفبائي.
شيماء قادرو
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع