قالت الأمم المتحدة الأسبوع الفائت في تقرير لها إن “الهجوم العسكري الذي تشنه الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها قطع خطوط الإمداد عن 120 ألفاً في شمال محافظة حمص منذ منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، ويهدد بحدوث مجاعة ووفيات نتيجة نقص الرعاية الصحية، كما وارتفع سعر الخبز بمقدار 10 أضعاف في المدينة، وهو ثمن لا تقدر عليه غالبية الأسر”.
وحذّر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن “سوء التغذية يمكن أن يتدهور سريعاً خلال الأسبوعين القادمين.”
اتبع النظام في سوريا سياسة التجويع في حربه ضد الشعب، فلجأ لتدمير الأفران و لحصار المدن والبلدات الخارجة عن سيطرته، بهدف أن يضع المواطن مقارنة بين المعيشة قبل الثورة وبعدها وجعله يتحسر ويندم على ما كان عليه من نعم حسب ظنه، إلا أن أغلب السوريين بقوا صامدين رغم الحصار والجوع والقتل الذي يتعرض لهم منذ بداية الثورة في سبيل الخلاص من نظامه المستبد.
بات واقعا استهداف النظام السوري للمواطنيين في لقمة عيشهم من خلال تدمير البنى التحتية في المناطق الخارجة عن سيطرته حيث كانت الأفران هدفا لطائراته، كما المشافي والمدارس وقام بحصار أكثر من 13 منطقة في ريف دمشق وحمص ودير الزور وغيرها ومعاناة الأسر داخل تلك المناطق من الجوع والحصار، لذلك اضطر المسؤولون في بعض المناطق التي يصلها الطحين في السعي لتأمين الخدمات للمواطنين منها تأمين الخبز لمئات الآلاف من السوريين بمواصفات أقل جودة وبسعر مرتفع أكثر عما كان عليه سابقا، إلا أنه يبقى أفضل من الانقطاع.
أصبح تأمين لقمة العيش الشغل الشاغل لكثير من السوريين الذين وقعوا ضحية للحرب الدائرة في بلادهم منذ خمس سنوات، فقد طرأت تغيرات كثيرة على حياتهم أجبروا خلالها على تحمل الظروف في سبيل استمرار معيشتهم داخل سوريا.
وجد آلاف السوريين أنفسهم يأكلون رغيفا من الخبز غريب المواصفات بدءا من شكله ولونه الأسمر وسريع التفتت والتكسير وانتهاء بمذاقه الذي لا يُرضي سوى الجائع.
خلف طابور من المواطنين على باب أحد الأفران تقلب سامية من مدينة حلب رغيف الخبز وتقبله وتضعه على رأسها تقول : ” صحيح أني لا أستطيع صنع لفات الزعتر أو غيرها بهذا الخبز لأطفالي بسبب عدم طراوته ، وأقوم بتجفيفه والاحتفاظ بما يتبقى منه إما من أجل الفتة أوالفتوش أو خوفا من انقطاع الخبز لأيام كالعادة، لكن الحمد لله، الله يديمه نعمة”.
بعد أن كان السوريون يتفاخرون بطعم وجودة الخبز السوري ، أصبحت رداءة الخبز أهون الشرين في زمن الحرب و أمرا اعتياديا، في ظل نقص كثير من الخدمات كانقطاع الكهرباء والماء و تعرض مئات الآلاف للحصار والتجويع في معظم المناطق السورية، و يبقى الشيء الأصعب الذي يحاول تجنبه المواطن السوري هو ألا يكون رغيفا مغمسا بالدم كما يحصل في معظم مدن وأرياف سوريا.
المركز الصحفي السوري ـ سلوى عبد الرحمن